ملاحظة: سحبنا البوستر الخاص بالنشاط الذي يجمع الفنانين المذكورين بناء على طلب مالكة الصورة وأحد منظمي الحفل السيدة ليتيسيا النجار، التي اعتبرتْ نشرنا إياه “تعدّيًا على حقها”.
—-
بتاريخ 14 آب من هذا العام عزف الفنّانُ اللبنانيّ زياد سحّاب في حفلٍ أقيم في برلين مع فرقة Out of Nations (خارج الأمم)، التي تضمّ عدّة فنّانين، من بينهم لاعبُ الكمان ألكسندر (أو أليكسي) كوتشيتكوف (Alexey Kochetkov).
وكوتشيتكوف هذا وُلد ودرس الموسيقى في بلدةٍ قرب روسيا، في سمولنسك. ثم قرّر أن يمارس “العودة”أو “الهجرةَ” أو “الصعود” (Aliya) إلى “إسرائيل”، وذلك بمساعدة “الوكالة اليهودية”.
في القدس درس كوتشيتكوف الموسيقى، قبل أن ينتقلَ إلى تل أبيب. عن بداياته هناك يقول إنّه كان “مدعومًا ماليًّا من الحكومة [الإسرائيلية] كمهاجر، ثم شيئًا فشيئًا بدأ التدريسَ، والعزفَ أساسًا.”
قضى كوتشيتكوف في الكيان الصهيونيّ أكثرَ من 10 سنوات. وهناك أسّس فرقتَه الموسيقيّة الأولى (لاباستا)، وعزف في أماكنَ عدّة داخل الكيان، ومع المغنّي الإسرائيليّ ديفيد دور(David D’aor)، وقدّم موسيقى تصويريّة للمخرج الإسرائيليّ عاموس غيتاي، من بين فنّانين إسرائيليين آخرين.
كما شارك في مهرجانات خارج الكيان الصهيونيّ في وصفه إسرائيليّا.
أمّا لماذا ترك تل أبيب قبل أعوامٍ قليلة، فذلك لا يعود إلى رفضه سياسات الكيان الصهيونيّ الإجراميّة والاحتلاليّة والعنصريّة. يقول: “تل أبيب، بالتاكيد، مدينة حيويّة مليئة بالفنّانين والموسيقيين. لكنّ الأشياء غالية جدًّا، والإيجارات عالية، ويصعب العيشُ في هذا الواقع الاقتصاديّ القاسي.” ولذلك توجّه كوتشيتكوف إلى برلين لأنّها مدينة “ترحِّب بالموسيقيين”، ولأنها “أرخص وأسهل.”
عندما يُسأل عن هويّته يقول: “أقول بالتأكيد إنّني وُلدتُ في روسيا، وعشتُ في إسرائيل أكثر من 10 سنوات، ببساطة لأنّ هذين المكانيْن أثّرا في شخصيّتي الموسيقيّة، وإنْ بدرجة أقلّ في روسيا على ما ينبغي أن أعترف. وفي المقابل فإنّ تجربتي الموسيقيّة في إسرائيل فريدةٌ جدًّا، وأنا اليوم أعزف على هذا النحو بفضل إسرائيل…” (هنا شريط لأحد عروضه في الكيان سنة 2012، وتبدو فيه الأعلامُ الصهيونيّة في كلّ مكان).
***
يعرّف فريقُ Out of Nations، الذي يضمّ سحّاب وكوتشيتكوف، كما ذكرنا، إلى جانب آخرين (بينهم المصريّة فيروز كراوية)، “حلمَه” بأنّه “حلمٌ بعالمٍ يعامِل فيه الناسُ بعضُهم بعضًا كبشر قبل أن يروْا أنفسَهم كأفرادٍ تابعين لقوميّةٍ وأمّةٍ معيّنة.”
حلمٌ إنسانيّ وأمميّ جميل! لكنْ… هل يستقيم مع شخصٍ يؤمن بـ”الحلم” الصهيونيّ أيضًا، بل ترك موطنَه الأصليّ (روسيا) من أجله، متغاضيًا عن وجود شعبٍ أصليّ هناك جرى اقتلاعُه من أرضه لتحقيق ذلك “الحلم”؟
هل يستقيم حلمُ الفريق مع وجود عازفٍ شارك في “نهضة” إسرائيل الموسيقيّة، ومثّل هذا الكيانَ في الخارج كثيرًا، وامتدحه مرارًا؟
وهل يمكن القفزُ إلى ذلك العالم المثاليّ بوجود دولةٍ دمويّة، قوْننتْ وكَرّستْ عنصريتَها وطائفيتَها وحصريتَها مؤخّرًا عبر قانون جديد؟
لقد أخطأ زياد سحّاب، وفيروز كراوية، في مشاركة “حلمهما” هذا مع كوتشيتكوف، الذي لم نسمعْ حتى اللحظة أنه تخلّى عن حلمه الصهيونيّ الأول. وكان أجدر بهما، وبكلّ الفنّانين الآخرين، التحقّقُ مِن سجلّ مَن يشاركونهم “الحلم”.
نطالب سحّاب وكراوية بالانسحاب من هذه الشراكة المشينة فورًا.
حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان
18 آب 2018
تحديث- حملة المقاطعة: بيان جديد عن أليكسي كوتشيتكوف