ضمن فعاليات شهر صيدا الثقافي، وبدعوة من قطاع الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري واتحاد الشباب الديمقراطي، أقيمت في مركز معروف سعد الثقافي ندوة للدكتور سماح إدريس بعنوان:” مقاطعة إسرائيل”.
حضر الندوة رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية، وممثلون عن الجمعيات، وحشد كبير من الشباب والمهتمين.
بدأت الندوة بعرض شريط وثائقي عن الدكتور سماح إدريس تتضمن أبرز مواقفه الوطنية والاجتماعية.
ثم كانت كلمة لعريف الندوة محمد قانصو ، قال فيها: ” قد يكون من الصعوبة بمكان ما ألاّ نأكل خبزاً مصنوعاً من القمح الأميركي، أو أن نمتنع عن استخدام الحاسوب الذي يشغله برنامج ” windows” الأميركي، أو أن نحجم عن السفر بالطائرة المصنوعة في الولايات المتحدة. ولكن ما لا يدرك كله يترك جله. ولا يجوز أن يصبح هذا ذريعة لدفع المال لشركات مثل كوكا كولا ومارلبورو وماكدونالدز. ومن الثابت عليها أنها تقدم تبرعات كبيرة ومنتظمة للعدو الصهيوني. فمن يدفع المال لتلك الشركات لا يختلف عن من يأكل لحم أخيه ويشرب من دمه. ومن الجدير بالذكر محبي الفن الذين يساهمون في دعم العدوان على فلسطين من خلال شرائهم للألبومات الغنائية وحضور حفلات أولئك الداعمين للكيان الصهيوني. فإذا كانت القناعة واحدة فلا بد من إحداث التغيير. فمقاطعة إسرائيل هي الحملات الثقافية والاقتصادية والسياسية التي تسعى إلى قطع العلاقات مع دولة إسرائيل. ويدير هذه الحملات الرافضون شرعية إسرائيل واحتلاله للأراضي الفلسطينية، وسياسة إسرائيل تجاه فلسطين على مدار الصراع العربي الفلسطيني. ومن أبرز الناشطين في هذه الحملات شخصية على درجة عالية من الوعي والغنى. تراه يترك أعماله ويتفرغ لتقديم ما يستطيع للشعب الللبناني أو لمناصرة الشعب الفلسطيني داعماً في كتاباته كل أشكال مقاومة الكيان الصهيوني، ومكثفاً نشاطه في إصدار أهم نشرة لمقاطعة المنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل، وفوق ذلك هو يرأس تحرير”الآداب”، وهي مجلة ثقافية وفكرية مستقلة ذات توجه يساري قومي وعلماني، كما أنه يكتب الأدب للأطفال والفتيان. يخوض معاركه على جميع الجبهات: ضد الإمبريالة الصهيونية، والرجعية والتطرف السلفي، والاستبداد والرقابة، والمثقفين الانتهازيين والمتقاعسين. إنه الدكتور سماح إدريس”.
وكان للدكتور سماح إدريس مداخلة أكد فيها على أهمية نشاط حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان، وقال:” إن حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان انطلقت عقب مجازر جنين في ربيع ال 2002 ، وكانت أول مقاطعة عربية شعبية تعتمد الأرقام والمعلومات الموثقة التي تفضح تواطؤ شركات معينة من جنسيات مختلفة مع الكيان الإسرائيلي. إخترنا إسمنا لأنه لا يوجد شركات إسرائيلية في لبنان، ولكن تبين لاحقاً أننا أخطأنا جزئياً، وأن هناك شركات إسرائيلية في لبنان ومنها شركة “سيني روم” وهي شركة إسرائيلية لنزع الشعر عن طريق اللايزر. وقمنا بالإخبار عن هذه الشركة لمكتب تابع لوزارة الاقتصاد اللبنانية. وهدفنا كحملة ليس مقاطعة بلدان أو جنسيات أو أديان، أو مقاطعة شركات أو مؤسسات، بل هدفنا هو إلغاء الدعم الذي تقدمه هذه الشركات للصهيونية وإسرائيل.
وما يميز عمل الحملة أمران أساسيان، هما:
– المتابعة، خصوصاً وأن أخبار الشركات والفرق الفنية والأكاديمية تتبدل بسرعة كبيرة، لذا يصعب الإعداد لقائمة تصلح لكل زمن.
– التوثيق: لأنه لا مصداقية للمقاطعة من دون توثيق.
أما أهداف الحملة فهي:
– التخفيف من الدعم المادي للاقتصاد الإسرائيلي.
– حث الشركات والفرق الفنية على عدم صب أموالها في الميزانية الإسرائيلية.
– عزل إسرائيل معنوياً وأخلاقياً بإظهارها دولة مكروهة من قبل الملايين في العالم.
– تشجيع الصناعة المحلية.
– تمكين الجمهور العربي من دعم تحرير فلسطين والمقاومة.
وقال إدريس:” من العام 1948 حتى العام 1993 كان هناك مقاطعة رسمية عربية لإسرائيل، وأثناء هذه المدة خسرت إسرائيل 96 مليار دولار، وهذا الرقم يساوي عشر سنوات من الدعم الأميركي المباشر للكيان الصهيوني. وفي العام 1993 تم توقيع الإتفاق المشؤوم “اتفاق أوسلو” وعندها انفتحت كل الشركات الداعمة لإسرائيل وتدفقت إلى الوطن العربي. نحن نسعى من خلال هذه الحملة وخصوصاً في ظل التقاعس الرسمي العربي على المقاطعة ، نسعى إلى دعم الحركات الشعبية وحثها على المقاطعة والضغط على الأنظمة العربية”.
أما أساليب الدعم المعتمدة لشركات الكيان الإسرائيلي فهي:
– بناء مصانع ومراكز أبحاث في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، مثال: كوكا كولا، ونسكافية، وماجي، وكرانش ، ونيدو، ونستلة .
– بناء مصانع داخل الأرض المحتلة تسهم في جعل حياة هذه المستوطنات قابلة للحياة .
– شراء هذه الشركات لشركات إسرائيلية أو أسهم فيها ، الأمر الذي يؤدي إلى ضخ المال في حساب بنوك إسرائيلية، وإلى رفع قيمة الشركات الإسرائيلية في البورصة العالمية. كما أن الشركات الداعمة تقدم للشركات الإسرائيلية توزيعاً أكبر ودعاية أكبر على المستوى العالمي.
– تقديم دعم مالي مباشر إلى جمعيات خيرية صهيونية. ومثال على ذلك: تقديم شركة الكوكا كولا دعماً للاتحاد اليهودي لأتلانتا الكبرى الذي يساعد المهاجرين اليهود على الاستيطان في فلسطين المحتلة. كما أنها تدعم وتتيح للشباب اليهودي العودة لأرض الميعاد عبر برنامج اسمه “الحق في الولادة” في اسرائيل.
– الإسهام في القتل المباشر.
– رعاية نشاطات رياضية وفنية وتربوية.
– التعبير بشكل علني عن دعم الجيش الإسرائيلي.
– ترويج للصهيونية وقادتها.
وحول وجود أمل في نجاح المقاطعة، قال إدريس:” إن العرب ليسوا أضعف وأقل وطنية من الهنود والأفارقة الجنوبيين والأفارقة الأميركيين . وسبق لغاندي أن قاد حملة لمقاطعة البضائع البريطانية، وحرر بالمقاطعة الهند من الاستعمارالبريطاني. كما نجح مانديلا والمؤتمر الوطني الافريقي بإطاحة نظام الفصل العنصري . وفي الولايات المتحدة نجح الأفارقة الأميركيون في مقاطعة نظام الباصات في ستينيات القرن العشريين. ولنجاح حملتنا علينا استخدام تكتيكين وهما:
الأول: قاطع ما استطعت إليه سبيلاً.
والثاني: قاطع الأسوأ قبل السيء.
وحول إنجازات حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان، قال إدريس:” حققنا إنجازات لا يستهان بها من خلال نشر الوعي في صفوف اللبنانيين بين ربيع ال 2002 وشتاء 2005 تاريخ اغتيال رفيق الحريري الذي شكل نقطة تحول بانحراف جزء كبير من اللبنانيين نحو عدو آخر، فأصبحت الأنظار تركز على سوريا بدل إسرائيل. هناك الكثير من الشركات اللبنانية لا تدعم إسرائيل، وعلى المواطن أن يبحث عن بدائل بنفسه، ويعمل على تداولها”.
وحول الأذى الذي قد يلحق بالموظفين جراء مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، قال إدريس:” المتضررون من وجود هذه الشركات أكثر بكثير من المنتفعين. وكثير منهم يتعرض للتهجير والقتل. كما أن أصحاب الإنتاج المحلي متضررون أيضاً من وجود هذه الشركات التي تقوم بشراء كل بضائعها من الخارج”.
وفي المجال الفني والأكاديمي والثقافي، قال إدريس:” بدأ تركيزنا على الفرق والشخصيات الفنية الداعمة لإسرائيل. ونحن ندين التناسي المدفوع والاستهتار الأخلاقي لدى الفنانيين الذين يسعون إلى الكسب المادي بالدرجة الأولى، وطمس ارتكابات العدو وتعميقها. فالكيان الإسرائيلي هو عبارة عن شبكة معقدة من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والأكاديمية. ومقاطعة هذه المؤسسات يأتي بسبب ضلوعها بأعمال الجريمة والاحتلال عبر بناء رواية زائفة عن الديمقراطية الإسرائيلية، وعبر بناء جدار الفصل العنصري”.
وفي ختام الندوة تم عرض أغنية من إنتاج فلسطيني أفريقي جنوي مشترك مناهضة للصهيونية والتمييز العنصري.
صيدا تي في-الجمعة 27 نيسان 2012