صدر عن حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” واللقاء الوطنيّ ضدّ التطبيع البلاغُ الآتي:
علِمنا أنّ ورشةَ عمل ستُعقد بعد أيّام في ميونيخ (ألمانيا)، وهي تجمع أساتذةً جامعيين من الجامعة اللبنانيّة (حنان شرف)، والجامعة الأميركيّة في بيروت (هيلين صادر)، والجامعة العبريّة وجامعة حيفا الإسرائيليتين.
وفي التفاصيل أنّ الدكتورة حنان شرف، وهي أستاذةٌ في قسم الفنون والآثار في كلّيّة الآداب في الجامعة اللبنانيّة، وتدرِّس بالساعة في الفرع الرابع في زحلة والفرع الثاني في الفنار وفرع العمادة، تشارك في تنظيم ورشة عملٍ بعنوان “الفينيقيون في فينيقيا: اتجاهاتٌ حديثة واكتشافاتٌ جديدة”، في ميونيخ، بين ٣ و٧ نيسان من هذا العام (٢٠١٨). 
من بين منظّمي الورشة، وهي مكوَّنةٌ من جلستيْن، يَظهر، بالإضافة إلى اسم حنان شرف، اسمُ Ann E. Killebrew، وهي أستاذةٌ في جامعة ولاية بنسيلفانيا ونالت شهادتَي الماجيستير والدكتوراه في علم الآثار من الجامعة العبريّة في القدس. هذا، ويشارك في الورشة أساتذةٌ من جامعاتٍ إسرائيليّة، من بينهم: الدكتورة ميشيل آرتزي (Michal Artzy) والدكتورة أياليت غيلبوا (Ayelet Gilboa) من جامعة حيفا، والدكتور إيلان شارون (Ilan Sharon) من الجامعة العبريّة في القدس.
الجدير ذكرُه أنّ الجلسة الثانية تحديدًا ستتناول “المواقعَ الفينيقيّةَ في الليفَنت الجنوبيّ (إسرائيل).” وتضيف ورقةُ العمل بحسب ترجمتنا: “ومع أنّ أهداف الجلستيْن هي التشاركُ في الاكتشافات والأبحاث الجديدة، وخصوصًا ما لم يُنشرْ منها، فإنّ الهدفَ النهائيّ من الورشة هو دمجُ العمل المتواصل القادم من كامل الساحل الفينيقيّ، من أجل إعادة بناء صورةٍ كلّيانيّةٍ عابرةٍ للإقليم، مع التبعات الآثاريّة والتاريخيّة والدينيّة على منطقة البحر المتوسّط الشرقيّة الأوسع.”
وعند التمعّن في عناوين بعض المداخلات يتّضح أنّها تتناول الاكتشافاتِ الحفريّةَ الجديدةَ في جنوب لبنان أيضًا، وتحديدًا في صور، وفي جمجم.
من بين الأسئلة التي تَطرح نفسَها هنا ما يأتي:
ألا تتعارض مشاركةُ حنان شرف وهيلين صادر مع قانون مقاطعة “إسرائيل” الصادر سنة 1955، أمْ أنّ الأبحاث العلميّة والآثاريّة هي فوق القانون وفوق تاريخ التهجير والظلم والعنصريّة الإسرائيليّة منذ 70 سنة على الأقلّ؟
وكيف تُوافق شرف وصادرعلى “مشاركة” أبحاثهما مع جامعيّين إسرائيليين، أو مدرِّسين في جامعاتٍ إسرائيليّة، علمًا أنّ الجامعات الإسرائيليّة، بشكلٍ عامّ، ضالعةٌ في تبرير سرديّة “الاستقلال” الإسرائيليّ وفي طمس النكبة أو تسويغِها؟
وما موقفُ الجامعة اللبنانيّة والجامعة الأميركيّة في بيروت من ورشة عملٍ تَظْهر فيها الجامعتان إلى جانب جامعة حيفا والجامعة العبريّة في القدس، المقامتيْن على أراضٍ “طُهّرتْ” عرقيًّا من سكّانها الفلسطينيين الأصليين؟
وأخيرًا لا آخرًا، ما مدى معرفة مديريّة الآثار في وزارة الثقافة في لبنان بالورشة المذكورة، وببرنامج عملها الذي يَلحظ دعوةَ أساتذةٍ إسرائيليين؟ وهل وافقت المديريّةُ على أيّ تداولٍ للمعلومات حول نتائج الحفريّات الأثريّة في المواقع المذكورة، بحيث تُشارك قراءةَ هذه النتائج مع الأساتذة الإسرائيليين ؟ وما حقيقةُ ما يُشاع عن انتداب وزارة الثقافة اللبنانيّة للأستاذ سركيس خوري، وهو المديرُ العامّ للآثار في لبنان، ليمثّلَها في ورشة العمل هذه؟!
إنّ حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان واللقاءَ الوطنيّ ضدّ التطبيع يرفضان مشاركة أيّ أستاذٍ لبنانيّ، مهما كان وضعُه الوظيفيُّ ورتبتُه، في لقاءٍ يَحْضره إسرائيليون محتلّون، أو ينظِّمه أساتذةٌ يدرِّسون في جامعاتٍ إسرائيليّة، وإنْ تعلّق الأمرُ بأبحاثٍ آثاريّة. بل إنّ مناقشةَ جامعيين لبنانيين لجامعيين إسرائيليين في أمور الآثار قد تكون أخطرَ من مناقشة أمورٍ أخرى، لِما في ذلك من احتمال إسباغ “الشرعيّة” على مزاعمَ وخرافاتٍ صهيونيّةٍ معروفة.
وإنّ “الحملة” و”اللقاء” يهيبان بالجامعة اللبنانيّة والجامعة الأميركيّة في بيروت إلى أن تتنصّلا من ورشةِ العمل هذه، لكونهما تَخضعان في نهاية المطاف للقانون اللبنانيّ. كما يطالبان وزارةَ الثقافة بتوضيحِ ما أُشيعَ عن انتدابها المديرَ العامَّ للآثار، وبسحب هذه الانتداب إنْ صحّ حصولُه،فضلًا عن توضيح ما إذا سمحتْ بتداول المعلومات حول نتائج الحفريّات الأثريّة في المواقع المذكورة.
بيروت في 30/03/2018
تحديث :
1- مؤتمر ICAANE ”يحمي” حنان شرف. فبعد الضجة التي أثرناها عن مشاركتها في تنظيم ورشة عمل يشارك فيها إسرائيليون، أزال المؤتمر اسمها من لجنة التنظيم (الصورة)، لكنها لا تزال مشاركة كمحاضرة الى جانب الإسرائيليين، ومازالت مشاركة معهم في إصدار اوراق بحثية. لكن ما موقف مدير عام مديرية الآثار ووزير الثقافة في لبنان؟ (3/4/2018)
2- انسحاب حنان شرف، إنكار مشاركة سركيس خوري، وتأكيد عدم جلوس صادر مع اسرائيليين. (5/4/2018)