بيروت في11 أيّار 2018
حضرات السيّدات والسادة القيّمين على مهرجانات الأرز الدولية،
تحيّة طيّبة وبعد،
فقد علمنا أنّكم في صدد دعوة الفنّانة شاكيرا إلى افتتاح مهرجاناتكم هذا الصيف. نتمنّى لكم، مخلصين، كلَّ نجاح؛ فشعبُنا ووطنُنا في حاجة إلى الكثير من النشاطات الفنيّة والثقافيّة، التي تعزّز اقتصادَه وسياحتَه وسمعتَه في الخارج، كما ترسّخ وحدتَه الوطنيّة في الداخل.
غير أنّ شاكيرا ستُحْيي، قبل أيّام من عرضها في لبنان، حفلًا في تل أبيب؛ تل أبيب المشيّدةِ على أنقاض يافا وجوارِها بعد جرائم التطهير العرقيّ التي حصلتْ في مثل هذه الأيّام من العام 1948. ونحن، في حملة المقاطعة في لبنان، وفي لجنة “قاطع”،[1] كما في حملة المقاطعة العالميّة (BDS)، نَعتبر أنّ إحياءَ العروض في “إسرائيل” إغفالٌ للجرائم الإسرائيليّة في فلسطين ولبنان. وهذا هو ما وعاه مئاتُ الفنّانين والمثقفين العالميين الذين امتنعوا عن المشاركة في أيّ نشاط داخل الكيان الصهيونيّ، ومنهم: رودجر ووترز، ولورد، وسنوب دوغ، وألفيس كوستيلو، وجان لوك غودار،…

كما أنّنا نعتبر أنّ استقبالَها في لبنان، قبل أن تعلن إلغاءها لعرضها الإسرائيليّ، استفزازٌ لقسم كبير جدًّا من الشعب اللبنانيّ، المكتوي منذ العام 1948 بنيران الجيش الإسرائيليّ وسياساته التهجيريّة والتدميريّة.
لقد ضربتْ شاكيرا بعرض الحائط أكثرَ من نداءٍ وجّهه إليها، قبل أعوام، أنصارُ المقاطعة وحقوقِ الإنسان في العالم، للامتناع عن المشاركة في “مؤتمر رئاسيّ إسرائيلي” سنة 2011 في دولة الأبارتهايد والعدوان الإسرائيليّة.وقد بعثنا إليها مؤخّرًا رسالةً (بالإنكليزيّة) نحثّها فيها على إلغاء عرضها في تل أبيب قبيْل التوجّه إلى لبنان. ونحن نرفق ههنا نصَّ الرسالة.
كما نرفق أدناه رابطًا لعريضةٍ وطنيّةٍ كنّا قد أصدرناها قبل أعوام، وتتضمّن تواقيعَ مئات المثقّفين والفنّانين والقانونيين والسياسيين اللبنانيين، يطالبون فيها بمطالبَ متعدّدة، أوّلُها: “عدمُ استضافة فنّانين أو مثقّفين أو أكاديميين عالميين متورّطين في دعم “إسرائيل” أو تلميع صورتها، إمّا بالتصريحات العلنيّة، أو بالمشاركة في نشاطات داخل الكيان المذكور.”[2]
السيّدات والسادة،
نتمنى عليكم حثَّ الفنّانة شاكيرا، وهي من أبٍ لبنانيّ، على إلغاء عرضها في تل أبيب قبل المجيء إلى لبنان؛ فلبنان ليس مجرّد “محطّةٍ” أخرى للكسب والتكسّب، والفنُّ لا يمكن أن يقفَ “على مسافةٍ واحدة” من المعتدي والمعتدى عليه، ومن الظالم والمظلوم، ومن القاتلِ والقتيل. كما نناشدكم الانضمامَ إلى العريضة اللبنانيّة للمقاطعة والامتناع في المستقبل عن استضافة أيّ فنّان داعم للعدوّ أو مبيّضٍ لجرائمه.
وتقبّلوا آيات الاحترام
حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل”، ولجنة “قاطع”
[1] تأسست اللجنة ربيع العام 2016، وتضمّ فنانين ومثقفين وحقوقيين وأساتذة جامعيين، من بينهم: نضال الأشقر ونصري الصايغ،…