حملة المقاطعة: إذا كنتِ يا شاكيرا تريدين السلام، فقفي إلى جانب العدالة

0

بعثت حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان الرسالة الآتية إلى شاكيرا، هذه ترجمتها من الإنكليزيّة.

بيروت في 11 أيّار 2018

العزيزة شاكيرا،

 لقد ملك الحماسُ قلوبَنا حين علمنا أنّكِ قادمة إلى لبنان لتُحْيي عرضًا في 13 تمّوز القادم… إلى أن علِمنا أنّكِ تزمعين إقامةَ عرضٍ في تل أبيب قبل ذلك بأيّام (9 تمّوز).

نحثّكِ يا شاكيرا على أن تلغي عرضَكِ في تل أبيب!

لطالما تحدّثتِ عن “فخركِ الشديدِ بميراثكِ اللبنانيّ.” فلعلّك تدركين، إذن، أنّ الكيان الصهيونيّ يعادي لبنانَ دومًا؛ فلقد شنّ مرارًا وتكرارًا الحربَ عليه، ويواصل حتى اللحظة تهديدَ الشعب اللبنانيّ بالويلات والثبور وعظائم الأمور. ولذلك، فإنّه أيًّا كانت نواياكِ، فإنّ غناءكِ في تل أبيب (التي بٌنيتْ على أنقاض يافا وبلداتٍ فلسطينيّةٍ مجاورةٍ بعد التطهير العرقيّ الصهيونيّ سنة 1948) سيُسهم في”تبييض” جرائم “إسرائيل” وفي طمس اعتداءاتها المتكرّرة على مسقطِ رأسكِ.

في شريطَ اليوتيوب هنا، ستجدين ثلاثَ فتياتٍ فلسطينيّات يرقصن على أنغام إحدى أغنياتك الجميلة (“لا لا لا”). اليوم، إحداهنّ، واسمُها عهد التميمي، قابعةٌ في سجنٍ إسرائيليّ؛ كما حُكم على أمّها أيضًا بالسجن. ولقد ضُربتْ عهد، وتعرّضتْ لمضايقاتٍ جنسيّة، وسُلبتْ حقوقَها الإنسانيّة، وحُكم عليها بالسجن ثمانيةَ شهور؛ وكلُّ ذلك لأنّها دافعتْ عن نفسها وعن عائلتها في وجه جنديٍّ إسرائيليّ محتلّ. لا بل إنّ صحافيًّا إسرائيليًّا، واسمُه بن كاسبيت، ذهب إلى ما يُشبه الجهرَ بضرورة الاعتداء الجنسيّ قائلًا:
“في حالة بنات [التميمي]، فإنّ علينا أن ننتزع حقَّنا في فرصةٍ أخرى، في الظلام، بلا شهودٍ، ولا عدسات تصوير!”
 

شاكيرا،

في العام 2011 زرتِ “إسرائيل” على الرغم من أنّ كثيرًا من الفلسطينيين والإسرائيليين ناشدوك عدم تلبية الدعوة. وهناك، تحدّثتِ عن “السلام.” لكنْ، في غضون الأعوام السبعة الأخيرة، تصاعد الاحتلالُ الإسرائيليّ للأراضي الفلسطينيّة، وتفاقم العنفُ الإسرائيليّ والانتهاكاتُ الإسرائيليّة لحقوق الإنسان، وتزايدت التهديداتُ الإسرائيليّةُ للبنانيين.

سنة 2011 تحدثتِ عن “السلام” يا شاكيرا. واليومَ نسألك، تمامًا كما سبق أن سألتِنا أنتِ في إحدى أغنياتِكِ:
“أصحيحٌ أنكَ تريده؟ إذن تصرّفْ على أنكَ تقصد ذلك فعلًا. العالمُ بأسْره يراقِب!”

 

إذا كنتِ يا شاكيرا تريدين السلام، فقفي إلى جانب العدالة!

إذا كنتِ تريدين السلامَ فعلًا، فأصيخي السمعَ إلى الفلسطينيين واللبنانيين يدعونك إلى مقاطعة “إسرائيل،” وإلى عدم السماح لنظامها القائم على الفصل العنصريّ والقمع باستخدام اسمكِ من أجل غسل جرائمه.

إذا كنتِ تريدين السلامَ، فقفي إلى جانب مئات الفنّانين في العالم الذين قرّروا ألّا يقدّموا أيًّا من عروضهم الفنيّة هناك، وكان آخرَهم المغنّية النيوزيلنديّة “لورد.”

اليوم، هناك الملايينُ في كافّة أرجاء العالم يقفون ضدّ السياسات الإسرائيليّة القائمة على القمع، والتطهير العرقيّ، وانتهاكِ حقوق الإنسان، والاحتلال، والفصل العنصريّ. وكجزءٍ من هذا النضال وُلدتْ حركةُ مقاطعةٍ اقتصاديّةٍ وثقافيّةٍ وفنيّةٍ لإسرائيل، وباتت وسيلةً فعّالةً لحشد الجهود وتنظيمها في وجه هذه الجرائم.

لقد أفلحتْ حركةُ المقاطعة كثيرًا في مواجهة نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. ونعتقد أنها يمكن أن تنجح في بناء السلام الحقيقيّ والعدالة الحقيقيّة في منطقتنا أيضًا.

نناشدكِ يا شاكيرا ألّا تشذّي عن موجة المقاطعة العالميّة المتصاعدة. لقد نبّهنا رودجر ووترز جميعَنا حين قال “إنّ الوقوف جانبًا، صامتين ولامبالين، لهُوَ أعظمُ الجرائم قاطبةً. “والفنّانة لورد أدركتْ أنّ “الغناء في تل أبيب سيَظْهر وكأنّه دعمٌ لسياسات الحكومة الإسرائيليّة، حتى إنْ لم نعلّقْ على الوضع السياسيّ؛ فهذا الشعور لا يمكن عكسُه [أو ردّه]، ولو بأحسن النوايا وأفضلِ الموسيقى.” وحين أدركتْ ذلك ألغت عرضَها هناك.

ندعوكِ يا شاكيرا إلى أن تحذي حذوَ لورد، ووترز، وماسيف أتّاك، وتيندرستيكس، وليفتفيلد، وفايثليس، وغوريلاز ساوند سيستيم، وألفيس كوستيللو، وكارلوس سانتانا، وبونو/يوتو، وسنوب دوغ، ومئاتٍ آخرين ألغوْا عروضَهم في “إسرائيل” أو رفضوا أصلًا أن “يُعيروا” سمعتَهم الجيّدة من أجل تبييض جرائم “إسرائيل” وتلميع انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

ننتظر ردّكِ يا شاكيرا، ونتطلّع إلى لقائكِ في لبنان… بعد أن تلغي عرضَكِ في تل ابيب. والرجاء إعلامُنا إنْ كنت ترغبين في مواصلة الحديث معنا في هذه المسألة المهمّة.

“العالم بأسْره يراقب!”

بكلّ إخلاص

حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان  

آخر الأخبار