رسالة مفتوحة إلى سيلين ديون من حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان

0

منذ ما قبل انطلاق الحراك الشعبي اللبناني، أرسلتْ حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان رسالةً إلى سيلين ديون تدعوها فيها إلى إلغاء عرضها في تل أبيب في تموز 2020. ولما لم تتلق الحملة جوابًا منها بعد، فقد قررت الحملة نشر ترجمة للرسالة إلى العربية، خصوصًا أنه من المقرر أن تقيم عرضًا في لبنان هذا الصيف.

رسالة مفتوحة إلى سيلين ديون:

لا تسمحي لموسيقاكِ بتبييض جريمة الفصل العنصريّ والاحتلال. أقيمي لإرث مانديلا اعتبارًا!
بيروت في ٢٦ أيلول، ٢٠١٩

السيّدة سيلين ديون،

لقد علمنا مؤخَّرًا أنّك تُخطّطين لأداء عرضٍ لأوّل مرّة في تل أبيب في تمّوز ٢٠٢٠. نكتب إليك لنحثَّكِ على إعادة النظر في الأمر.

لقد تحدّثتِ مرارًا عن إعجابك بنيلسون مانديلا، فقلتِ في العام ٢٠١٣ إنّ اجتماعك به قد غيّر حياتَكِ. حتّى إنّكِ أسميتِ أحدَ أبنائك نيلسون على اسمه. نأمل أن يمتدَّ احترامُكِ وإعجابُكِ بنيلسون مانديلا إلى شجاعته السياسيّة وإلى دعمه لحقوق الإنسان في فلسطين لا في جنوب إفريقيا فقط.

في خطابٍ ألقاه مانديلا سنة ١٩٩٧، بعد سقوط نظام الفصل العنصريّ في جنوب إفريقيا، عبّر بوضوحٍ عن دعمه للفلسطينيين قائلًا: “إنّنا نعلم تمامَ العِلم أنّ حريّتَنا لا تكتمل من دون حريّة الفلسطينيين.”(1) وفي العام ٢٠١٧، زار حفيدُ مانديلا فلسطينَ المحتلة وقال: “ذكّرَتْني المستوطناتُ التي رأيتُها هنا [في الضفّة الغربيّة] بما عانيناه في جنوب إفريقيا لأنّنا كنّا نحن أيضًا محاطين بالعديد من المستوطنات ولم يُسمحْ لنا بالانتقال من مكانٍ إلى آخر بحريّة… ما شهدناه في جنوب إفريقيا هو جزء صغير ممّا يُعانيه الفلسطينيون… الفلسطينيون يُقْتلعون من أرضهم ويُطْردون من مناطقهم، وهذا انتهاكٌ واضحٌ لحقوق الإنسان.”(2)

حفيد مانديلا ليس الوحيد الذي يصف “إسرائيل” بدولة الفصل العنصريّ. فقد وجد تقريرٌ للأمم المتحدة مؤخَّرا أنّ هذا الكيان مَدينٌ بجريمة الفصل العنصريّ – بجريمة ارتكاب أعمال لاإنسانيّة، وقمعٍ منهجيّ وهيمنةِ مجموعة عرقيّة على جماعةٍ أخرى.(3)

السيّدة ديون،
تعلمين أنّ نيلسون مانديلا قاد التحرّكَ المناهضَ للفصل العنصريّ في جنوب إفريقيا. وقد ساهمَتْ في إنهاء نظام الفصل العنصريّ حملةُ المقاطعة المناهضة لهذا النظام هناك، وذلك بقيادة الأفارقة الجنوبيين المطالِبين بالحريّة، والمدعومين من حملة دوليّة مماثلة. كانت المقاطعة الثقافيّة جزءًا لا يتجزّأ من حملة المقاطعة الدوليّة تلك: فاختار الفنّانون ألّا يُغنّوا أو يرقصوا أو يُحْيوا حفلاتٍ داخل جنوب أفريقيا الخاضعة لنظام الفصل العنصريّ.

نطلب إليكِ اليوم المطلبَ ذاته: ألّا تخرجي عن خطّ المقاطعة. في العام ٢٠٠٥، أصدر المجتمعُ المدنيّ الفلسطينيّ نداءً إلى المجتمع الدوليّ لمقاطعة “إسرائيل” حتى انتهاء الاحتلال والتمييز ضدّ الفلسطينيين وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم بموجب حقّهم القانونيّ. ومثلما كان هناك فصل عنصريّ في جنوب إفريقيا وحاربه نيلسون مانديلا مع الآخرين لإنهائه، فإنّ هنالك اليوم فصلًا عنصريًّا إسرائيليًّا في أرض فلسطين. وإننا نطلب إليكِ أن تقفي إلى جانب الآلاف من الفنّانين والشخصيّات الثقافيّة والفائزين بجائزة نوبل لإنهاء هذه الجريمة. لا تسمحي لموسيقاكِ بتبييض جريمة الفصل العنصريّ والاحتلال.

في لبنان، نحن أيضًا كنّا ضحايا للعنف الإسرائيليّ وللإرهاب الإسرائيليّ، وما زلنا مهدَّدين. وإننا نقف متكاتفين مع أخواتنا الفلسطينيّات وإخوتنا الفلسطينيين، مطالبين بالعدالة والحريّة. إذا اخترتِ أن تخرجي عن خطّ المقاطعة وقدّمتِ عرضَكِ في كيان الاحتلال والفصل العنصريّ، فإنّنا لا نودّ الترحيبَ بكِ في لبنان.

“ليكن لديك قلبٌ،” يا سيّدة ديون. كوني مع الحقّ في صفحات التاريخ المشرقة، وتعلّمي من أبطالك الذين هم قدوتُكِ، وأَلغِ عرضَكِ في “إسرائيل.”

حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان

11 تشرين الثاني 2019

آخر الأخبار