حملة المقاطعة في لبنان: رسالة مفتوحة إلى الممثّل المصري عمرو واكد

0

جانب الممثل عمرو واكد المحترم،

بلغَ حملةَ مقاطعة داعمي إسرائيل” في لبنان إعلانُكم عبر تويتر عن ظهوركم في الجزء الثاني من فيلم 1984 Wonder Woman. وتابعت الحملةُ باهتمامٍ ردودَ متابعيكم وردودَكم عليها.

عند البحث عن مواقفكم السياسيّة، وجدنا أنكم من أبرز الفنّانين الذين دعموا ثورةَ الشعب المصريّ في يناير 2011؛ كما أنكم من دعاة حقوق الإنسان؛ وقد فَصَلتكم نقابةُ الممثّلين المصرية من عضويّتها في شهر آذار/مارس 2019 بعد مشاركتكم في جلسة استماع غير رسميّة في الكونغرس الأمريكيّ حول حقوق الإنسان والتعديلات الدستوريّة في مصر.أما في ما يخص الصراع العربيّ – الإسرائيليّ، فقد أثّر أداؤكم دورَ الاستشهادي جهاد الفلسطيني في فيلم أصحاب ولا بزنسفي وجدان المشاهدين العرب، وكثيرٌ منهم اعتبر يومئذ أنّ دوركم في الفيلم أكثرُ من مجرّد “تمثيل”. كما سبق أن صرّحتم بأنكم تدعمون قضيّةَ الشعب الفلسطيني، وترفضون التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ ما لم ينل الشعبُ الفلسطينيُّ حقوقَه. وشاركتم في مسيرة “الجبهة القوميّة للعدالة” رفضًا لإغلاق معبر رفح. وقد نفيتم علمكم المسبق بأنّ ممثلاً إسرائيلياً كان سيؤدّي دورَ الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين في فيلم “بين نهرين الذي مثّلتم فيه.

ومع ذلك يهمّنا أن نشير إلى التباسِ بعض مواقفكم السابقة من هذا الصراع، مؤكّدين خلافَنا الجذريَّ معها. ومنها:دعوتُكم إلى عرض الأفلام الإسرائيليّة في مصر بهدف الوصول إلى الجمهور الإسرائيلي و”اختراق مجتمعه”، وأيضا قبولكم المشروط أن يشارك إسرائيليٌّ في عمل فنيّ إلى جانب فنّان عربي. فنحن نرى أن موقفكم هذا مكافأةٌ مجّانيّة لقاتل أطفالنا، وقد يؤدّي إلى “اختراق مجتمعنا” نحن لجهة “تسهيل” إشراكه في إنتاجنا الثقافيّ والفنيّ وإدخاله إلى قلب صالاتنا وحياتنا اليومية، وإنْ كنّا نعيد تأكيدَ موقفنا السابق المذكور في وثيقتنا التأسيسيّة:

“انطلاقًا من مبدأ “اعرفْ عدوَّك،” فإنّ حملة المقاطعة لا ترى مانعًا في أن يشاهد الأفرادُ، أو أن تَعرضَ الأنديةُ المحلّيّةُ الخاصّة، أفلامًا إسرائيليّةً، أو داعمةً للعدوّ، أو مروَّجةً لـ”ديمقراطيتة” (الزائفة)، ولكنْ ضمن المحاذير الآتية: 1) أن تكون الأفلامُ المشاهَدة فرديًّا نُسخًا مقرصنةً (بحيث لا يستفيد العدوُّ أو داعموه منها مادّيًّا أو ترويجيًّا). 2) أن تأتي عروضُ الأندية الخاصّة ضمن إطارٍ موجِّهٍ ومنبِّهٍ وكاشفٍ، وفي سياق نقاشها بطريقةٍ نقديّةٍ تُسهم في فضح الاحتلال وأضاليله ونشرِ فكرِ المقاومة.”

ثم جاء إعلانُكم عن ظهوركم المرتقب في الفيلم مع غال غادوت ، وهو أمرٌ فاجأ الكثيرين من أهل الفن والصحافة ومن جمهوركم ومتابعيكم.

يقينًا تعلمون أنّ بطلة هذا الفيلم هي الممثّلة وملكة جمال إسرائيلللعام 2004Gal Gadot ، . وإليكم جردةً ببعض نشاطات هذه الممثّلة التي وصفتها صحيفة  The Independent البريطانية بأنّها داعمة للجيش الإسرائيلي:

– خدمتْ كمجنَّدة في الجيش الإسرائيليّ، وكانت في الخدمة خلال العدوان الإسرائيليّ على لبنان في حرب تموز/يوليو 2006.

– عبّرتْ عن دعمها للعدوان الإسرائيليّ على غزّة سنة 2014 بإرسالها “الحبَّ” و”الصلوات” إلى مواطنيها الإسرائيليين، وبخاصةٍ أولئك الذين “يخاطرون بحياتهم للدفاع عن بلدي ضدّ الأفعال المروِّعة التي تمارسها حركةُ حماس التي تختبئ خلف النساء والأطفال”،بحسب زعمها.

– شاركتْ في العام 2009 في جلسة تصوير لمجلة Maxim ضمن مجموعة نساء من قوات الدفاع الإسرائيلية.

يظهر ممّا تقدّم أنّ الممثلة Gal Gadot مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجيش الإسرائيلي، الذي هيّأها خلال فترة التجنيد لتؤدّي أدوارَها التمثيليّة في هوليوود، بحسب قولها. ولهذا فإنها أدّت ولا تزال دورًا علنيًّا في الدفاع عن الجيش الإسرائيليّ وتجميل صورته، وليست – شأن بعض المشاهير الإسرائيليين – مجرّد “ممثّلة” تؤدّي دورًا “بريئًا” في أفلام سينمائيّة. ونودّ أن نذكّر، هنا،بتصريح لأحد المسؤولين الإسرائيليين يقول فيه حرفيًّا ما يبيّن علاقة المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة بالمجال الفني والثقافي الإسرائيليّ:

سنبعث إلى الخارج روائيين وكتّابًا مشهورين، وشركاتٍ مسرحيّةً، ومعارضَ [فنيّةً]. فبهذه الطريقة سنُظهر وجهَ إسرائيل الأجملَ، كي لا يفكَّر بنا في سياق الحرب فقط.”

ولهذه الأسبابمُنع عرضُ أفلام Gal Gadot في لبنان. كما صدرتْ مذكّرةٌ عن الأمانة العامّة للجامعة العربيّة بتاريخ 12/4/2016 عن منع عرض الأعمال الفنيّة التي تشارك فيها هذه الممثِّلة، وقد استجابت بعضُ الدول العربية لهذه المذكّرة (تونس، الجزائر، قطر، فلسطين، الكويت،…). ولعلمكم، فإنّ الفيلم القادم الذي أعلنتم أنّكم ستمثّلون فيه إلى جانب Gadotسيُمنع أيضًا من العرض في لبنان وبلدان عربيّة أخرى.

الأستاذ عمرو واكد،

قبل أيّام غرّدتم على تويتر: “علّمني الفن أن أكون إنسانًا قبل أيّ شيء.[علّمني] أن أعمل على نصرة قيم الإنسانيّة والحق والأخلاق.”وانطلاقًا من هنا، فإننا ندعوكم إلى أن تنصروا هذه القيمَ فعليًّا، فتنحازوا إلى الحق الفلسطينيّ والعربيّ والإنسانيّ، فترفضوا التمثيلَ مع فنّانة إسرائيليّة، خصوصًا أنّها أثبتتْ واقعًا وسلوكًا أنها وقفتْ ولا تزال مع الجيش الإسرائيليّ ضدّ أهلنا في فلسطين ولبنان ومصر وكلّ المكتوين بنار الإجرام الصهيوني، وأنّها تنحاز – خلافًا لكلّ”قيم الإنسانيّة والحقّ والأخلاق” – إلى الجلّاد لا إلى الضحيّة.

ندعوكم إلى العدول عن قراركم المشاركةَ في التمثيل مع الجنديّة الإسرائيليّة انسجامًا مع القيم التي تنادون بها، وانسجامًا مع قرارات الجامعة العربيّة وحملات مقاطعة “إسرائيل” في غير بلد عربيّ.

حملة مقاطعة داعمي إسرائيل”  في لبنان
بيروت، في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

تحديث : واكد، يتبع ولا يبالي

في تغريدة له، على تويتر، أعلن الممثل المصري عمرو واكد مشاركته في فيلم «المرأة الخارقة 1982» (اخراج: باتي جينكينز) في جزئه الثاني، والذي تلعب دور بطولته المجنّدة السابقة في جيش الإحتلال الإسرائيلي جال غادوت.

الإعلان أثار زوبعة كبيرة على وسائل التواصل الإجتماعي، كون هذه المشاركة تندرج مباشرة ضمن التطبيع مع «اسرائيل». تعليقات بالجملة نالها واكد، المعروف بمعارضته للنظام المصري، دعته الى عدم الإنزلاق الى التطبيع «فالمبادىء لا تتجزأ» مذكرة إياه بالفيلم المصري الشهير «اصحاب ولا بيزنيس» الذي لعب دور رجل فلسطيني يدافع عن أرضه. وإزاء هذه التعليقات، لم يعبأ الممثل المصري بمضمونها بل أدرجها ضمن «اللجان الإلكترونية» التي تحاول «تشويه الصورة وتضليل الرأي العام»، وعاد وغرّد ثانية، معتبراً أن الفن يعني «أن أكون إنساناً قبل أي شيء، وأن أعمل على نصرة قيم الإنسانية والحق والأخلاق (..)، أعمل على ذلك ليلاً نهاراً، وأحارب في نفسي التطرف والضغينة والكره لأي إنسان».

كلام أعاد واشعل غضب المغردين، كون مضمونه يسطح طبيعة الصراع مع العدو، ويؤنسنه، عدا تعميته على الجرائم التي ترتكبها «اسرائيل» آخرها في غزة. وسبق أن مُنع «المرأة الخارقة» في جزئه الأول، العام الماضي، في عدد من البلدان من ضمنها لبنان، كون بطلته مجنّدة سابقة فيجيش الإحتلال الإسرائيلي وجاهرت قبلاً بدعمها للعدوان على غزة.

الأخبار 18 تشرين الثاني 2019

آخر الأخبار