حملة المقاطعة في لبنان: عن بحثٍ شارك فيه إسرائيليون وعرب

في العدد الصّادر في تمّوز/يوليو 2019 من مجلةMediterranean Marine Science [1] ورقةٌ بحثيّةٌ جماعيّةٌ بعنوان

“ New Mediterranean Record 2019” شارك فيها إسرائيليّون من جامعة تل أبيب والمعهد الوطنيّ لعلم المحيطات في حيفا، وباحثون من جنسيّات مختلفة، بينهم لبنانيّون وسوريّون وجزائريّون ومغاربة.

هؤلاء الباحثون العرب يتْبعون ، بحسب الورقة البحثيّة، لِما يأتي: المجلس الوطنيّ للبحوث العلميّة – المركز الوطني لعلوم البحار )البترون(، وكليّةالعلوم في الجامعة اللبنانيّة – الحدث، وقسم االبيولوجيا البحريّة وعلم الحيوان في جامعة تشرين – اللاّذقية، وقسم التّكنولوجيا البيولوجيّة في جامعة القلمون، والكلّيّة الوطنيّة العليا لعلوم البحار في الجزائر، وقسم العلوم في جامعة محمّد الخامس في الرّباط، والمعهد الوطنيّ للبحث في علوم الأسماك في النّاظور  )المغرب(.

تواصلتْ حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل“ في لبنان مع الأمين العامّ للمجلس الوطنيّ للبحوث العلميّة، البروفسور معين حمزة، لجلاء ملابسات هذه القضيّة. فنظّم لقاءً بين أحد أعضاء الحملة والدكتور علي بدر الدين، أحدِ الباحثين اللبنانيين المشاركين في البحث. وفي رسالةٍ موجّهةٍ إلى أحد أعضاء حملة المقاطعة، بتاريخ 17/1/2020، أوضح د. بدر الدين أنّه، وزميله البروفسور غازي بيطار، لم يكونا على علمٍ بوجود اسم باحث إسرائيليّ ضمن المشاركين في البحث، وأنّهما لم يتواصلا معه بأيّ وسيلةٍ كانت. وهذا ما توثّقه إفادةٌ بتاريخ 19/8/2019 من رئيس تحرير المجلّة المعنيّة البروفسور أرجيرو زينيتوس: “هذه ]الإفادة[ تؤكّد أنّ الباحثَيْن المشاركَيْن د. علي بدر الدين والبروفسور غازي بيطار] …[لم يتّصلا،ولم يتعاونا، ولم يتواصلا مع الباحث الرئيس ولا مع الباحثين المشاركين الآخرين.

“ وتضيف الإفادة: “إنّ سياسة مجلة Mediterranean Marine Science بخصوص سلسلة

المقال الجماعيّ  New Mediterranean Biodiversity Recordsهي قبولُ أوراقٍ منفصلةٍ وتعيينُ كاتبٍ رئيسٍ لجمعها.“ بل لم يكتفِ د. بدر الدين بطلب هذا التوضيح، وإنّما بعث برسالةٍ أيضًا إلى المجلّة المعنيّة رافضًا إدراجَ اسمه إلى جانب اسم باحثٍ إسرائيليّ، ومطالبًا بسحب اسمِه من المقال المذكور.

إنّ حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل“في لبنان تقدِّر التصرّفَ المسؤولَ للباحثَيْن اللبنانيّيْن، وتقدّر أيضًا احترامَهما للقانون اللبنانيّ.[2] كما تدعو الحملةُ المشاركين الآخرين في الورقة البحثيّة المذكورة إلى أن يحذوا حذوَ الباحثيْن المحترميْن، بدر الدين وبيطار. وتؤكّد الحملة أخيرًا ضرورةَ الالتزام اللبنانيّ والعربيّ بالمقاطعة الأكاديميّة للكيان الصهيونيّ، وهي مقاطعةٌ تزداد انتشارًا ونجاحًا يومًا بعد يوم في الأوساط الأكاديميّة والبحثيّة العالميّة.

بيروت في 13/5/2020