في خطوة لافتة، علّقت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA) عضوية الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع، مبرّرة قرارها بعدم صدور موقف واضح من الجمعية الإسرائيلية تجاه ما يجري في غزة التي تتعرض لجريمة إبادة مستمرة منذ حوالي عشرين شهرًا.
وجاء هذا القرار تتويجًا لجهود حثيثة ونداءات متواصلة وضغوطات منهجية مورست ضمن الأطر المؤسسية السليمة، بعيدًا عن ضجيج الإعلام، وكان وراءه علماء اجتماع وجمعيات ناشطة في مجال المقاطعة، لا سيما المقاطعة الأكاديمية.
ومن بين أبرز من قادوا هذه الجهود وكثفوها قبيل انعقاد منتدى الجمعية الدولية لعلم الاجتماع في العاصمة المغربية الرباط: الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية، الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية، مجموعة علماء الاجتماع من أجل فلسطين، الجمعية الفلسطينية لعلم الاجتماع، وغيرها من الجمعيات والمناضلين في المغرب.
ورغم أهمية هذا القرار، وخصوصًا بالمقارنة مع صمت غالبية الجمعيات العلمية المماثلة، فإن تعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية ليست خطوة كافية، إذ سيشارك باحثون إسرائيليون في هذا المنتدى الذي سيكون منصة لإيصال أصواتهم وأفكارهم. ولا يخفى على أحد ارتباط الجامعات الإسرائيلية والأكاديميين الإسرائيليين الوثيق بالمؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية التي تحتل الأرض، وتمضي قدمًا في الإبادة.
وكانت حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان تواصلت مع الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية للتشاور والاطلاع على بعض التفاصيل، وتريثت في إصدار هذا البيان ضمن إطار تنسيق المواقف بين حملات المقاطعة، حتى صدور بيان الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) الأخير.
تذكّر حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان بتوصياتها للمشاركين في المؤتمرات الدولية، وخصوصًا رفض المشاركة مع إسرائيليين في جلسة مشتركة، والامتناع عن أي تواصل معهم ضمن أي إطار. لكن فيما يخص منتدى الجمعية الدولية لعلم الاجتماع المزمع عقده بعد أيام في العاصمة المغربية الرباط، فإن حملتنا تدعو إلى مقاطعته، لا الاكتفاء بالتوصيات العامة، نظرًا لمشاركة إسرائيليين في هذا المنتدى الذي سيقام على أراضي دولة عضو في جامعة الدول العربية. كما تشيد الحملة بمواقف بعض الأكاديميين من اللبنانيين وغيرهم من الذين أعلنوا انسحابهم، وتهيب بباقي الأكاديميين ممن لم تتضح مواقفهم بعد إعلان انسحابهم، نظرًا لكون كل مشاركة إسرائيلية في منتدى أو مؤتمر يقام في دولة عربية مضرًا بالنضال الفلسطيني وجهود المقاطعة الأكاديمية.
حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان
بيروت في 1 تموز/يوليو 2025