تُشيد حملة مقاطعة داعمي “اسرائيل” في لبنان بما قامت به جنوب أفريقيا لإدانة “إسرائيل” في محكمة العدل الدولية بسبب ارتكابها جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وهو الموقف الذي سبقت فيه جامعة الدول العربية الجميع بالمسارعة إلى الترحيب به ومباركة جهود جنوب افريقيا. في حين أنها، أي جامعة الدول العربية، تخلفت عن دورها وقررت أن تبقى في صفوف المتفرجين والمصفقين. ستوثق جلسات المحكمة اليومية بشكل يومي جرائم العدو وهي خطوة متقدمة في فتح ثقب في جدار القانون الدولي الذي يدين القتيل والمظلوم (الفلسطينيين) ويدافع عن المجرم (“إسرائيل”). ليس بجديد ما قامت به جنوب أفريقيا في مجال النضال الأممي، وهو الفعل الذي عرّت فيه كل الأنظمة العربية التي يفتح بعضها مجالاته للصهاينة، ولا يجرؤ على طرد سفير صهيوني أو غربي. وكانت قد سبقت جنوبَ أفريقيا، وفي الميدان، المقاومتان اللبنانية واليمنية. إن نضالنا الأممي المشترك في وجه الإمبريالية والصهيونية يشق طريقه في بلورة رأي عام عالمي جديد يتخطى المعهود في الهوية النضالية، هوية نضالية مشتركة قائمة على العداء المشترك لعدو الإنسانية الأول، “إسرائيل”.