الى السينيمائيين التونسيين المشاركين في مهرجانيْ مراكش والبحر الأحمر: كونوا في مستوى اللحظة التاريخية!
تونس في 25 نوفمبر 2023،تفاعلا مع الملحمة النضالية التي تخطّها المقاومة والشعب الفلسطيني في غزّة وكل التراب الفلسطيني المحتل منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي، أطلق سينمائيون فلسطينيّون وعرب مبادرة “سينمائيون ضد الصمت من أجل فسطين” تدين تجاهل مهرجانات سينمائية لحرب الابادة التي تشنّها آلة الاحتلال الصهيونية-الأمريكية بدعم وتواطؤ تام من عدد من الدول الغربيّة.
وكان هؤلاء الفنانون قد توجّهوا في وقت سابق بطلب لإدارات بعض المهرجانات (مرّاكش والبحر الأحمر)، التي تجري وسط حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية لأهلنا في غزّة، مطالبين إياها بالتعبير عن إدانتها للحرب الهمجيّة التي يشنّها الكيان والدعوة لوقف فوري لإطلاق النار وعن دعمها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
إلا أن هذه المهرجانات تجاهلت للأسف هذا النداء متواطئة بذلك مع الإبادة الصهيونية للفلسطينيّين عبر مواصلة برمجتها الاعتيادية كالسابق، وكأن شيئا لم يكن، وكأنّ أبشع مجزرة في القرن الواحد والعشرين ليست بصدد الوقوع على مقربة منّا وأمام أعيننا !
وقد علمنا بأن سينمائيّين تونسيّين يشاركون في هذه المهرجانات، وأن مبادرة “سينيمائيون ضد الصمت” قد أعلمتهم بالمواقف الخيانيّة لإدارات المهرجانات المذكورة، والتي ترتّب عنها مقاطعة عدد محترم من السينمائيين العرب، والفلسطينيين بالأخص، لها وسحب أعمالهم من برمجتها، وطالبتهم (السينمائيون التونسيون) بالانضمام لهذه المبادرة عبر سحب أعمالهم من هذه المهرجانات ومقاطعتها.
لكنّ المؤسف أن جزءًا من هؤلاء الفنّانين التونسيّين رفض الاستجابة لهذه المبادرة متعلّلينّ بأن دعمهم لفلسطين سيكون أنجع عبر المشاركة في المهرجانات ومحاولة التأثير على مواقفها من الداخل. وهو خيار انهزامي لا يتلاءم مع لحظة المدّ التي تعيشها الأمّة حين ترفع أسلحتها المتنوعة في وجه الاحتلال، سواء عبر المقاومة المسلّحة في كلّ الجبهات، التي تعد غزّة قلبها النابض، أو عبر حملات المقاطعة الشعبيّة لداعمي الاحتلال التي تنتشر كل يوم أكثر في كلّ البلدان العربيّة.
إننا في الحملة التونسيّة لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني نطالب السينيمائيين التونسيين بأن بكونوا في مستوى اللحظة التاريخيّة ويتخذوا قرار الالتحاق بمبادرة “سينمائيون ضد الصمت (من أجل فلسطين)” ويسحبوا أعمالهم ويقاطعوا المهرجانات المذكورة.