منعتْ سلطاتُ العدوّ الإسرائيليّ المناضل عمر البرغوثي من السفر إلى الأردن ليكون إلى جانب والدته، وفيّة البرغوثي، أثناء خضوعها لعمليّة جراحيّة.

إنّ حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان لم تتفاجأ بهذا الخبر: فالاحتلال كان في العام الماضي قد فرض حظرَ سفرٍ على البرغوثي بسبب نشاطه العالميّ من أجل مقاطعة “إسرائيل” وسحبِ الاستثمارات منها وفرضِ العقوبات عليها؛ وقد سبق لوزير النقل والاستخبارات والطاقة الإسرائيليّ، يسرائيل كاتز، أن هدّده وهدّد سائرَ مناضلي حركة المقاطعة العالميّة (BDS)، بـ”الاغتيالات المدنيّة الموجّهة.” بل إنّ الخطوة الإسرائيليّة والتهديدات المتواصلة، بكلمات البرغوثي نفسها، “تبدو شاحبةً مقارنةً بجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانيّة (بما في ذلك جريمةُ الأبارتهايد) التي يرتكبها نظامُ القمع الإسرائيليّ في حقّ ملايين الفلسطينيين.”
ومع ذلك فإنّ الإجراء الإسرائيليّ الأخير يَعكس حقارةً وحشيّةً متمادية؛ فكلُّ ما كان ينوي فعلَه عمر البرغوثي الآن هو الجلوسُ قرب أمّه في عمّان أثناء علاجها من مرض السرطان. وإنّ حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان تضع هذا الإجراءَ الإسرائيليَّ المخالفَ للشرائع الدوليّة والأعراف الإنسانية، والذي يعكس تلذّذًا ساديًّا بعذابات الناس وآلامِهم، برسم منظّمات “حقوق الإنسان” الدوليّة بشكلٍ خاصّ، وتطالبها بموقفٍ واضحٍ وصريحٍ وسريعٍ بإدانته وإدانةِ مرتكبيه. كما تطالب شعبَنا العربيّ في كلّ مكان بتصعيد مقاطعة المنتجات الداعمة للعدوّ الإسرائيليّ، وتشديد العزل على المطبّعين العرب ـــ فنّانين ومثقفين وسياسيين، أنظمةً وأفرادًا ومؤسّسات.
إنّ مختلف الخطوات الإسرائيليّة، السابقة واللاحقة، لن تثني شعبَنا ومناضليه وأنصارَ القضيّة الفلسطينيّة في العالم عن الاستمرار في العمل من أجل عزل الاحتلال وتحرير فلسطين.
حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان