حملة المقاطعة وزياد سحاب: نأمل أن تكون صفحة جديدة!

0

في الأيّام الثلاثة الأخيرة، أَكّد الفنّان زياد سحّاب، في عشرات من المحادثات الشخصيّة التي جرت مع أعضاء من حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان، ومع مقرَّبين إليها، أنّه قد توصّل، بعد بحثٍ طويلٍ قام به، إلى كثير من خُلاصات الحملة، ولاسيّما بخصوص التاريخ الصهيونيّ والعسكريّ المشين للعازف الروسيّ ألكسي كوتشيتكوف (كان من فئة “الجنود الوحيدين” في جيش العدوّ ــ وهو ما شرحتْه حملةُ المقاطعة في بيانها الثاني بتاريخ 20/8/2018).

فقد استنتج سحّاب، مثلًا، أنّ الفنان الروسيّ “على الأرجح اكتسب الجنسيّةَ الإسرائيليّة، وعلى الأرجح تخلّى عنها أو أهملها لأنّه اعتبرها مُضرّةً بشغله…” كما جزم بصحّة معلومات حملة المقاطعة عن مواقف كوتشيتكوف المعادية للشعب الفلسطينيّ. وشدّد على أنّ “هذه المعطيات لم تكن موجودةً” لديه قبل الحفل (“وأضع تحت ذلك 100 سطر”)، وأنّه قد وقع “ضحيّةً لمؤامرةٍ أو مقلبٍ و خديعة.” هذا، وكان سحّاب قد أشار إلى أنّه سأل منتجَ الحفل والعازفَ الروسيّ، فأنكرا الهويّةَ الإسرائيليّة للأخير “بشدّةٍ وانفعال” (جريدة الأخبار، 20/8/2018).

وأوضح سحّاب لحملة المقاطعة أنّ التدقيقَ في تاريخ العازف الروسيّ “لم يكن ممكنًا أبدًا بالنسبة إليّ لأنّني التقيتُ العازفَ الروسيّ مع ستّة عازفين آخرين للمرّة الأولى قبل ساعاتٍ من مشاركتي العزفَ معهم كضيوفٍ على فرقة Out of Nations.”

وأكّد سحّاب رفضَ العزف مجدّدًا مع كوتشيتكوف “حتّى بغضّ النظر عن حصوله أو عدم حصوله على الجنسيّة الإسرائيليّة،” وذلك بسبب تاريخه ومواقفه الصهيونيّة السابقة.

حملة المقاطعة، من جهتها، أكّدتْ لسحّاب أنّ بيانها الأول بتاريخ 18/8/2018 لم يكن ضدّه شخصيًّا، ولم يتّهمْه بالتطبيع مع العدوّ على الإطلاق، وإنّما كان الهدف لفتَ انتباهه وانتباهِ كافّةِ الفنّانين، إلى أيّة جنسيّةٍ انتموْا، إلى عدم التورّط مجدّدًا مع هذا الفنّان الذي غادر روسيا إلى فلسطين بدعوى دينيّة، وانخرط في الجيش الإسرائيليّ، ودَعم قتلَ الأطفال في غزّة بذريعة استخدام “حماس” لهم دروعًا بشريّة.

إنّ حملة المقاطعة في لبنان تعوِّل على التواصل الإيجابيّ مع سحّاب في الأيّام الماضية، وتُثمّن بشكلٍ خاصٍّ رفضَه أن يَستغلّ أحدٌ خلافَه الآنيَّ معها من أجل “النيل منها” ومن عمل المقاطعة بشكلٍ عامّ. كما تؤكّد مجدّدًا أنّها لم تكن تعلم بحيثيّات الحفل في برلين إلّا بعد حصوله بأيّام، وأنّها بادرتْ إلى نشر البيان الأول بعد حصولها على ما يشير إلى رفض سحّاب الاستجابةَ لمن زوّده ببعض المعلومات عن الفنّان الروسيّ.

على أنّ الحملة على اقتناعٍ اليوم بأنّه كان الأوْلى بها أن تتّصل بسحّاب شخصيًّا لإطلاعه على معلوماتها، ولو بعد حصول الحفل. كما ترى أنّه كان الأوْلى بسحّاب ـ وبكلّ فنّانٍ بشكلٍ عامّ ـ التأكّد بنفسه من تاريخ أيّ فنّانٍ عالميّ، عبر الوسائل المتاحة (كالإنترنت)، قبل الموافقة على المشاركة في الحفل.

حملة المقاطعة تأمل أن يفتح هذا البيانُ صفحةً جديدةً بينها وبين سحّاب، من أجل مصلحة قضيّة تحرير كامل فلسطين والأراضي العربيّة المحتلّة الأخرى، ومصلحة مقاومة العدوّ الإسرائيليّ على كلّ الصعد، وخصوصًا على صعيد رفض التطبيع الفنّيّ والثقافيّ معه. كما تأمل أن تكون هذه التجربة فرصةً جديدةً أمامها من أجل تحسين أدائها وتطويره، ولاسيّما لجهة التواصل الشخصيّ مع الفنّانين اللبنانيين. وهي ترحّب بكلّ نقدٍ بنّاء، وتتعالى عن كلّ إسفافٍ طاولها أو طاول أعضاءَها.

وأخيرًا، تأمل حملةُ المقاطعة أن يكون هذا البيانُ فرصةً للتلاقي مع فنّاني لبنان كافّةً من أجل التعاون المثمر على نشر فكرة “مقاومة التطبيع،” ولحثّ فنّاني العالم على مقاطعة الكيان المجرم.

حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان

آخر الأخبار