وصلتنا في الأشهر الأخيرة أخبارٌ متفرِّقة عن حالاتٍ يمكن وضعُها في خانة التطبيع، وتدلُّ على التقصير الرسميّ
والإعلاميّ في التصدّي لهذا الموضوع. وحرصًا منَّا على إيصال المعلومة الموثًّقة إلى أكبر شريحة ممكنة، وإضافة إلى الحالات التي سبق لحملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان أن تناولتْها عبر بيانات متتالية مستقلّة، إليكم جردةً جامعةً بحالات أخرى متفرّقة.
أولًا: في التربية.
أ) أستاذ مستشار للجامعة العبريّة في القدس المحتلة ضيف الجامعة الأمريكيّة في بيروت. استضافتالجامعة الأمريكيّة الأستاذ الأمريكي جيف ماكماهان، الذي يعمل مستشارًا لقسم الفلسفة في الجامعة العبريّة في القدس المحتلّة، ليلقي محاضرةً بعنوان: “إعادة النظر في أخلاقيّات الحرب”. وقد تصدّى عشراتٌ من طلاب الجامعة للمحُاضر، وندّدوا باستضافة الجامعة الأميركيّة له. تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها الجامعة الأمريكيّة ضيوفًا لمّعوا صورة الكيان المجرم أو “تعاونوا” معه.
ثانيًا: في كرة السلة اللبنانيّة.
أ) اللاعب مارك لايونز. وقّع لاعبُ كرة السلّة الأمريكيّ مارك لايونز (Mark Lyons) على كشوف نادي الرياضي اللبنانيّ كي يلعب في صفوفه في هذا الموسم 2018-2019 في الدوري اللبنانيّ لكرة السلة. وعند العودة إلى التاريخ الاحترافيّ لهذا اللاعب ، نجد أنّه سبق أن لعب لثلاثة أندية إسرائيليّة: ناديIroni Nahariya (في الموسم 2014-2015)؛ ونادي Maccabi Rishon LeZion (في الموسم 2015-2016، وفاز معه ببطولة الدوري الإسرائيليّ)؛ ونادي Hapoel Tel Aviv(في الموسم 2016-2017، وحاز في الموسم عينه جائزة أفضل مسجِّل).
ب) اللاعب أتر ماجوك. لاعبُ كرة السلة أتر ماجوك (Ater Majok)، الذي يحمل الجنسيّة اللبنانيّة ويلعب في صفوف منتخب لبنان والدوريّ اللبنانيّ لكرة السلّة، سبق أن وقّع على كشوف نادي مكابي تل أبيب الإسرائيليّ في أيلول 2012. (ملاحظة: ترك ماجوك النادي الإسرائيليّ قبل أن يلعب معه أيَّ مباراة، وذلك بعد شهر من التوقيع).
ثالثًا:في مسابقات ملكات الجمال
أ) سلوى عكر. ظهرت اللبنانيّة سلوى عكر، الفائزة بإحدى مسابقات الجمال اللبنانيّة، في مسابقة عالميّة في صورة واحدة مع ملكة جمال إسرائيليّة. تمّ تداولُ الصورة بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، مثيرةً استياءً كبيرًا؛ ما استدعى سحبَ اللقب اللبنانيّ منها.
ب) ريمة فقيه. ريمة فقيه أمريكيّة لبنانيّة الأصل، حازت لقبَ ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكيّة سنة 2010. شاركت ْ فقيه في برنامج The Awesome Challenge الأمريكيِّ، وقبلتْ، على الإنستغرام،”تحدّيًا” بجمع تبرُّعات لـ7500 طفل إسرائيليّ، وشاركتْ هذا التحدّي مع عارضة إسرائيليَّة. وقد أثير الموضوع في بعض وسائل الإعلام اللُّبنانية، فسحبتْ فقيه تحدّيَها.[1]
ج) موقع ليبانون ديبايت ينشرخبرًا عن رسالة من أدرعي إلى ملكة جمال لبنان. نشر موقعُ ليبانون ديبات اللبنانيّ خبرًا عن رسالةٍ وجَّهها الناطقُ باسم جيش الاحتلال الإسرائيليّ، أفيخاي أدرعي، إلى ملكة جمال لبنان الجديدة مايا رعيدي، يناشدها فيها أن تبدأ السلامَ من لبنان. المريب أن ينشر موقعٌ إلكترونيّ لبنانيّ أخبارَ أدرعي، الذي يحترف تلميعَ صورة جيش الإحتلال، من دون أيّ تنبيه إلى الغرض الأساس منها.
نُذكِّر هنا ببيان حملتنا عن التطبيع الإلكترونيّ، وفيه حديثٌ عن الحرب الإسرائيليّة “الناعمة” في الفضاء الافتراضيّ ودور أدرعي وأمثاله فيها.
رابعًا: الجريدة الرسميّة.
أ) استخدم مرسومٌ في العدد الصادرمن الجريدة الرسميّة في الخميس الأوّل من شباط 2018 تسميةَ إسرائيل (ومن دون مزدوجات) مكانَ فلسطين المحتلة. كما تكّرر ذكرُ إسرائيل (من دون مزدوجات) في العدد الصادر من الجريدة الرسميّة يوم 12/07/2018.
وإذ يطرح هذا الإهمالُ علاماتِ استفهامٍ كبرى عن إهمال الموظّفين المعنيين بالإشراف على صدور الجريدة الرسمية، فإنّه يشير كذلك إلى مخالفة المسؤولين والوزراء الموقِّعين للقانون اللبناني.
خامسًا: الصحافة
أ) صحيفة النهار.عرضتْ هذه الصحيفة خريطة ً لمنطقة الشرق الأوسط وردتْ فيها كلمة إسرائيل على خريطة فلسطين المحتلّة.
ليست هذه المرّة الأولى التي تقع فيها وسيلة إعلاميّة لبنانيّة في “خطأ” من هذا النّوع، علمًا أنّه من المتيسِّر إضافة هامش توضيحيّ أو تنبيهيّ، أواستبدال الخريطة المشبوهة بأخرى تتوافق مع اعتبار الدستور اللبنانيّ”إسرائيلّ” دولةً عدوّة.
سادسًا: مواقف سياسيّة.
أ) وليد جنبلاط ينعى يوري أفنيري. نعى الوزير السابق وليد جنبلاط، على حسابه على تويتر، الصحافيَّ والناشطَ الإسرائيليَّ يوري أفنيري، ووعد بنشر مراسلات سابقة بينهما. نذكّر أنّ القانون اللبنانيّ، وبغضِّ النظر عن مواقف أفنيري الذي وصفه جنبلاط بوجهٍ مناضل للسّلام، يمنع أيَّ تواصل بين أيّ لبنانيّ وأيّ إسرائيليّ (علمًا أنّ أفنيري لم يتخلَّ عن جنسيته الإسرائيليّة).
***
نضع هذه الجردة برسم المواطنين اللبنانيين، والجهات الرسميّة اللبنانيّة، ووسائل الإعلام اللبنانيّة، وندعوالجميع إلى الوقوف في وجه أيّ محاولة للتطبيع مع الكيان الإسرائيليّ.
19/11/2018
تحديث:
– كيف تعامل ”هوفيك حبشيان” الكاتب في جريدة النهار مع فوز فيلم الإسرائيلي ”ناداف لابيد” بجائزة الدب الذهبي في الدورة 69 من «مهرجان برلين السينمائي»؟ (25/02/2019)
[1]تم سحب مقاطع الفيديو وتصريحات وسائل التواصل الاجتماعي المشار إليها من التداول فيما بعد