حملة المقاطعة: حذار من كرة التطبيع “النخبوي” المتدحرجة!

0

وسط الانهيار الحاصل في لبنان على الصعد كافّةً، توالت التصدّعاتُ على جدار “حصانة” لبنان ضدّ التطبيع مع العدوّ. وكانت حمل المقاطعة قد أصدرتْ بيانين بخصوص مشاركة رئيس الجامعة اللبنانيّة على رأس وفد في “إيدك دبي 2021” التطبيعيّ. غير أنّنا لاحظنا صمتًا مطبقًا على هذا الارتكاب، على الأقلّ علنيًّا، وإنْ تناهى إلينا “لومُ” بعض الأساتذة لرئيس الجامعة. وإذ نذكّر ببيانيْنا،  اللذيْن ينبغي ألّا يمرّا مرورَ الكرام، نسأل:

مَن أعطى الموافقةَ على حضور الجامعة اللبنانية مؤتمرًا ومعرضًا شاركتْ فيه شركاتٌ إسرائيليّة؟ ألا يحتاج ذلك إلى إذنٍ من مجلس الوزراء؟ ألم يقل رئيسُ الهيئة التنفيذيّة لرابطة الأساتذة المتفرّغين، عامر حلواني: “إذا عُقدتْ مثلُ هذه المؤتمرات في دول عربيّة، فتجري مقاطعتُها“؟ وكيف يَحْضر أستاذٌ في الجامعة اللبنانيّة اجتماعًا افتراضيًّا بمشاركة إسرائيليّين؟ وكيف تكون كلّيّةُ طبّ الأسنان في الجامعة اللبنانيّة عضوًا في اتحاد GSDA الذي يضمّ نقابةَ أطبّاء الأسنان الإسرائيليّة؟ وكيف يكون الدكتور زياد سلامة عضوَ المجلس الاستشاريّ في هذا الاتحاد وفي مؤتمر “ايدك دبي 2021″؟

ولعلّ خطورةَ مشاركة الجامعة اللبنانيّة تحديدًا – وهي مؤسّسة رسميّة لبنانيّة – تكمن في أنّها قد تفتح البابَ أمام مشاركة مؤسّساتٍ رسميّةٍ لبنانيّةٍ أخرى في مؤتمراتٍ تحضرها “إسرائيل” على أرضٍ عربيّة. كما أنّ مشاركةَ منسّق الصحّة في مكتب العلاقات الخارجيّة للجامعة اللبنانيّة في اجتماعٍ افتراضيّ حضره نقيبُ الأطبّاء الإسرائيليّ قد تفتح البابَ أمام مشاركة أي موظّف رسميّ لبنانيّ آخر في اجتماعاتٍ يحضرها اسرائيليّون. فهل التطبيع بين لبنان الرسميّ وكيان العدوّ أصبح جائزًا في الدول العربيّة؟!

***

واليوم، نضيف إلى بيانيْنا السابقيْن المعلوماتِ الآتية:

1) كنّا قد ذكرنا سابقًا أنّ الجامعتيْن الأنطونيّة واليسوعيّة لم تشاركا في المؤتمر بحسب موقع إيدك. إلّا أنّ منسِّقَ قسم تقنيّات مختبر طبّ الأسنان في الجامعة الأنطونيّة، رودني عبد الله، نشر على صفحته في 30 حزيران أنّه شارك في المؤتمر فعلًا. فاقتضى التصويب.

2) رئيسُ جمعيّة خرّيجي طبّ الأسنان في الجامعة اليسوعيّة ومديرُ Dental News طوني ديب نشر على صفحة Dental News صورًا لمشاركته في المؤتمر، ومن بينها صورةٌ لزيارة رئيس الجامعة اللبنانيّة لزاوية Dental News في المعرض. فاقتضى التصويب أيضًا.

3) أعلنتْ رئيسةُ قسم الأمراض الجلديّة في كلّيّة الطبّ في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة (LAU) زينة طنّوس مشاركتَها في مؤتمر “دبي ديرما – 6 تمّوز 2021” الذي يحضره  أكاديميّون إسرائيليّون. اللافت أنّ صفحة المؤتمر نشرتْ في 1 تمّوز تسجيلًا مصوّرًا لطنّوس تدعو فيه زملاءها إلى المشاركة في المؤتمر بين 6-8 تمّوز، وتعلن مشاركتَها هي نفسها في جلسات وفي إلقاء محاضرات.

بعد الاطّلاع على برنامج المؤتمر، يتيبّن أنّ الجلسة الثالثة في 6 تمّوز، برئاسة مايا الخوري، وهي طبيبة سوريّة تعمل في الإمارات، قد شارك فيها الإسرائيليّ جوزيف الكلاي، وهو مدير وحدة في مركز أسوتا الطبّيّ في تل أبيب والرئيسُ السابق للجمعيّة الإسرائيليّة لطبّ الجلد، ضمن مناصبَ كثيرةٍ أخرى في الكيان الصهيونيّ. كما ترأّس الجلسةَ التاسعةَ في 8 تمّوز محمد أديب بطل، وهو طبيب وأستاذٌ جامعيّ سوريّ مقيم منذ العام 2013 في الإمارات، وشاركتْ في هذه الجلسة طبيبةٌ من تل أبيب هي الإسرائيليّة مارينا لاندو، الرئيسةُ السابقةُ للجمعيّة الإسرائيليّة لجراحة الجلد.

الجدير ذكرُه أنّ هذا المؤتمر من تنظيم Index برئاسة عبد السلام المَدَني، الذي كرّمه رئيسُ الجامعة اللبنانيّة في “ايدك دبي” قبل فترة، وقد وصفه بيانُ “المقاطعة” الثاني في هذا الموضوع بـ”المطبّع بامتياز.”

4) واضافةً إلى ما ذكرناه في البيان السابق عن الاتفاق بين منظّمةDIHAD  – برئاسة المَدَني-  ومنظّمة زاكا الإسرائيليّة، فقد تبيّن لنا حديثًا أنّ اللبنانيّة-الأميركيّة[1] بريجيت خيْر عضوٌ في مجلس إدارةDIHAD  الذي عقد مؤتمرَه السنويّ في آذار بحضورٍ إسرائيليٍّ لافت.[2]ومن بين الحاضرين منظّمة Israeli Flying Aid التي أعلنتْ في المؤتمر أنّها قدّمتْ مساعداتٍ إلى لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت!

***

إنّنا في حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان، وفي إطار متابعتنا لمشاركة الجامعات اللبنانيّة في مؤتمرات دبي بحضور شركات وأكاديميّين إسرائيليّين، طالبنا بمحاسبة المشاركين في هذه المؤتمرات التطبيعيّة، وفي الاجتماعات الحضوريّة أو الافتراضيّة التي يحضرها إسرائيليّون. ونحذّر من أنّ حضور هذه المؤتمرات يتقبّل، ولو بصورة غير مباشرة، كذبةَ الفصل بين الاحتلال الإسرائيليّ و”الطبّ” الإسرائيليّ، وكأنّ الأخير لا علاقة له بالأوّل ولا يبيّض صفحتَه أو يؤنسنُها. كما أنّ مثل هذا التطبيع الطبّيّ والأكاديميّ يمهّد الطريقَ لأنواع أخرى من التطبيع، وعلى رأسها التطبيعُ السياسيّ مع الاحتلال، وذلك على حساب شعبنا في فلسطين وبقيّة الأراضي العربيّة المحتلّة.

بيروت في 12 آب 2021

تحديث (01-06-2022) : 

مرَةً أخرى، رصدت حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان تطبيعًا في المجال العلميّ والطبّي، إذ شارك لبنانيَون في مؤتمر دبي ديرما 2022 الذي شارك فيه إسرائيليّون أيضًا، وذلك في تكرارٍ لحالاتِ التّطبيع النّخبويّ في دبي، التي تفاقمت منذ السّنة الماضية. وكان لافتًا أنَّ رئيسةَ قسمِ الأمراضِ الجلديّة في كلّيّة الطّبّ في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة د. زينة طنَوس ترأّست في اليوم الأوّل للمؤتمر الجلسة الرابعة التي تحدّثت فيها الطّبيبة الإسرائيليّة Roni Dodiuk-Gad.

 

[1] https://en.wikipedia.org/wiki/Ross_Mountain

https://ae.linkedin.com/in/brigitte-khair-mountain-5426492

[2] https://twitter.com/IsraelintheGulf/status/1372305173499015172?s=08

https://twitter.com/simonarann/status/1372283331853877254?s=08

https://twitter.com/IsraelArabic/status/1372078746602237962?s=08

https://twitter.com/IsraelArabic/status/1371536781615697924?s=08

آخر الأخبار