هو التحرك الثاني من نوعه خلال الشهر الحالي، نظّمته مجموعة «طلّاب ضدّ نستله»، أمس، أمام مقهى «نستله» (نستله تول هاوس) في الجامعة الأميركيّة في بيروت، مطالبة بإلغاء عقد الجامعة مع الشركة المذكورة لأسباب كثيرة، واستبدالها بمقهى محلّي.
جاء هذا التّحرّك مماثلا للتحرّك السّابق، وأغلق بعض الطّلاب مدخلي المقهى لمدّة ساعة، وأطلقوا الهتافات المندّدة بأفعال شركة نستله في العالم، باللغتين العربيّة والإنكليزيّة.
عرضت الهتافات هذه المرّة، إلى جانب «جرائم» نستله كما يسميها الطّلاب، الأحداث الّتي حصلت خلال التّحرك السّابق وبعده. فمثلا، قال الطّلاب أنّ «نستله» ضغطت على وسائل الإعلام، وتحديدا قناة «الميادين» الّتي رفضت نشر أي خبر عن الحدث السّابق، ولكنّها حضرت من خلال مراسلة من الموقع الإلكتروني هذه المرّة.
كما ذكّر الطلاب بمقارنة عميد شؤون الطّلّاب في الجامعة المتظاهرين والمتظاهرات بالمستوطنين الإسرائيليّين ووصف تحرّكهم بالعنف. العميد طلال نظام الدّين، الّذي حضر نائبه هذه المرّة، شربل طرّاف، وصف سلميّة ذلك الإغلاق بـ «سلميّة» تكوين المستوطنين لمستوطناتهم في «اسرائيل».
واعتبر الطّلاب أنّ العميد هذا موجود في شريط مصوّر من التّحرّك السّابق، بالإضافة إلى حديث له اعتبر فيه أنّ التّحرّك عنفيّ من حيث إغلاق مداخل مرور للطلّاب.
أخذ رجال الأمن أرقام بطاقات الطلّاب الجامعيّة في «برتوكول» اعتاده الطلّاب منذ التّحرّك الأوّل. أمّا نائب العميد، فأوقف الهتافات مستنكرا إغلاق المقهى، ومعتبرا أنّ إيصال رسالة الحملة يمكن أن يحصل من دون أي عمل يمنع الطلّاب من ممارسة حقوقهم.
كما قال إنّ هذا العمل مخالف للقانون، فأجابه الطلّاب بعدم وجود أي بند يوضح عدم شرعيّة تحرّك كهذا لا يعرقل عملية التّعليم في الجامعة، وأظهروا ذلك من خلال ورقة قوانين الجامعة الّتي كانت بين أيديهم.
أضاف الطلّاب أنّ العريضة الّتي تطالب بإلغاء العقد مع نستله ما زالت تشهد زيادة في التوّقيعات، وأبلغوا نائب العميد أنّ أحدا من الإدارة لم يردّ عليهم بخصوص العريضة وبريد تمّ إرساله سابقا.
في حين قال طرّاف إنّ الإدارة لا تترك أية مجموعة تحمل مطلبا من دون أن تجتمع معها، اعترضه الطلّاب موضحين أنّ الإدارة تعرف بهذه الحملة ومطالبها منذ أكثر من شهر.
وتأتي تحرّكات الحملة نتيجة تعاقد الجامعة مع شركة «نستله» في المقهى بالإضافة إلى إعطاء منح بحثيّة لطلّاب دائرة التّغذية. ويرفض الطّلاب وجود «نستله» لتورّطها في جرائم إنسانيّة كثيرة تبدأ بدعم الجيش الاسرائيلي، ولا تنتهي عند سرقة المياه الجوفية في مناطق عديدة، أواستخدام الأطفال في حصاد الكاكاو.
ويرى الطلاب انّ الجامعة تستطيع الاستغناء عن هذه الشّركة واستبدالها بمصادر محليّة والبحث عن دعم آخر، ولكن من الواضح أنّ الإدارة تغضّ النّظر عن الموضوع حتّى الآن.
وتبحث الحملة حاليا عن استراتيجيّات بديلة أكثر فعاليّة في هذا الوضع، بعد أن ادى التّحرّكان السّابقان دورهما بإيصال الرّسالة والمطالب. وستعلن تحرّكاتها المقبلة قريبا خاصّة أنّ هذا الفصل الدراسي قارب على الانتهاء، وأنّ الحملة تريد أن تحدث تغييرا من دون أن تقع في فخّ التحرّكات المماثلة الّتي تؤدّي إلى النتيجة نفسها.
ماهر الخشن – السفير- 2016-10-27