لم تكن الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وحدها محط اهتمام “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان”، بل كانت مقاومة “التطبيع الفني” بكافة أشكاله جزءًا من اهتماماتها ودورها ضمن مكافحة سياسة التطبيع ككل.
في هذا السياق تتحدث الأستاذ بتول غداف عن حادثة إقامة الفنانة التونسية ” أمال المثلوثي” لحفلات لها في فلسطين المحتلة، واعتبار هذا الأمر نموذجًا واضحًا للتطبيع الفني مع الكيان الصهيوني، لأن “دخولها إلى #الضفةالغربية لإحياء الحفلات يحتاج إلى تصريح من #العدو_الإسرائيلي ، وهي بذلك تعطي شرعية لهذا العدو”. وقد سبق وأعلنت الفنانة التونسية أيضًا عن “عزمها القيام بإحياء حفلة فنية أخرى في #حيفا ”.
الحملة في #لبنان و#تونس اعتبرت الحدث بمثابة #تطبيع مباشر مع العدو الصهيوني، على خلاف ممثلي الحملة في البلدان الأخرى، والذين ينتهجون معايير أقل صرامة ودقة بهذا الشأن، إلا أن المعايير المعتمدة من قبل الحملة في لبنان كانت واضحة وصريحة وحاسمة دون أي استثناء أو تساهل بهذا الصدد.
الحملة دعت بدورها إلى مقاطعة الفنانة التونسية، وأوضحت الأستاذة غداف أنه سبق وتعاملت الحملة مع مواقف مشابهة، قامت على إثرها بالتواصل مع الفنانين العرب والأجانب وإطلاق حملات للفت انتباههم وتحذيرهم من القيام بخطوات كهذه داعمة لعملية التطبيع، مقدمة أفكارًا بديلة قادرة على خدمة الشعب الفلسطيني لا العدو الإسرائيلي.
وفي الختام، وجهت الأستاذة غداف باسم الحملة رسالة للرأي العام، دعت خلالها إلى ضرورة التنبه والحرص اتجاه كل ما يتم تسريبه لنا، لا سيما في ظل الأزمة الحالية ومع غياب الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية، تصديًا للعدو ودفاعًا عن مبدأ رفض التطبيع بكل أشكاله.
مقابلة #سارة_عليان من موقع #الناشر مع عضو حملة مقاطعة داعمي “اسرائيل”في لبنان بتول غداف تحت عنوان بين لبنان والعدو الأسرائيلي… معركة التطبيع مستمرة .
نحن في حملة مقاطعة داعمي “اسرائيل ” في لبنان ضد أيّ زيارة للفنّانين العرب إلى فلسطين المحتلّة عام 48 أيًّا كان الداعي أو المضيف، وايًّا كانت مظلّةُ الدعوة، وأيًّا كانت نوايا الزائر الحسنة، لأنّ هذا سيَفتح البابَ أمام الانتهازيين الذين يدّعون “زيارةَ فلسطين خدمةً للفلسطينيين” (او القول إنّ “زيارة السجين ليست كزيارة السجّان”!) ولأنّ زيارتَهم في النهاية – بغضّ النظر عن نواياهم وتاريخهم – إقرارٌ بسلطة الاحتلال الإسرائيليّ وإجراءاته الأمنيّة ومطاراته وسلطاتِه ورقابته، وتعطي فرصةً للاحتلال كي يتغنّى بـ”ديمقراطيّته” و”تسامحه” في استقبال الجميع من كلّ المشارب والتوجّهات والأديان!
بل نحن نرى أنّ زيارة الفنّانين والمثقّفين العرب إلى الضفّة الغربيّة تنطوي، هي الأخرى، على نوعٍ من التطبيع لأنّ الزائر لا بدّ من أن يحظى بموافقة الاحتلال كي يَدخل، ولأنّ السلطة الفلسطينيّة (التي تدّعي السيادةَ على المعابر) متعاونةٌ مع الاحتلال ومنسِّقة معه أمنيًّا.
ولذلك، فإذا أردنا فعلًا “التضامنَ” مع فلسطين من دون الوقوع في فخّ التطبيع، فهذا يتمّ عبر وسائل أخرى، منها:
1) إقامة الندوات وورشاتِ العمل مع أهلنا في فلسطين عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ (أليس من واجبنا استغلالُ هذه الوسائل لنصرة الحقّ؟)
2) إقامة مهرجانات دعمٍ لفلسطين في الخارج، يعود ريعُها إلى شعبنا في فلسطين، سواء جاء هذا الريع على شكل دعم مادّيّ أو عرائض شاجبة للاحتلال والإجرام والعنصريّة.