كلمة حملة مقاطعة داعمي ” اسرائيل ” في لبنان في اعلان بيروت

0

من رفاقِ “ما بعدَ العمر” يا سماح، من الحملةِ التي حمَلتَ في عقلِك وقلبِك ووجدانِك، من الشّجرةِ الزّكيّةِ، والأقلامِ الوفيّةِ، وأرضِنا النّبيّةِ، لكَ يا حبيبَنا ألفُ ألفِ تحيّة.
“تحيطُ خاصرتَها بالألغامِ وتنفجِرْ، لا هو موتٌ ولا هو انتحارْ، إنه أسلوبُ غزّةَ في إعلانِ جدارتِها بالحياة”.
من هنا نبدأُ، من جميلةِ المُدُنِ،
باسمِ من تحبُّ يا سماح، باسم فلسطينْ، أمِّنا وأمانِنا، ومُناَنا،
قد جاءَ الطُّوفانُ فطوبى لمَن ركِبَ السفينةَ،
طوبَى للعائِلاتِ الشّهيدةْ،
طوبى لجدّاتِنا، وشيوخِنا، ونسائِنا وأطفالِنا،
طوبى للرّجالِ يقاومونَ القَهرْ،
طوبى للقابضينَ على الجَمْر،
والصّرخاتِ التي لم تُسمَع،
والأنَّاتِ المدفونةِ تحتَ الرُّكامْ،
والصّلواتِ التي لم تصِلْ،

 

والمجدُ كلُّ المجدِ للياسينِ والمُتبّرِ والكورنِيت،
المجدُ لطائراتِنا المُسيّرة، وبيوتِنا المُدمّرة،
والخلودُ الخلودْ، لكلِّ حياةٍ لم نستطِع إليها سبيلاَ…
نكوِي جراحَنا بالملحِ يا سماح، ونرفعُ هاماتِنا ونهتِفُ معك: ” إذا تخلَينا عن فلسطين، تخلَينا عن أنفسنا.”
ونكملُ الطّريق…

ولأَنَّنا صادقونَ مع أنفسنَا، ومسؤولونَ أمامَها وأمامَ جماهيرِنا، نقفُ اليومَ في بيروتَ المقاوَمة،
لنتشارَك معكم إنجازاتِ حملتِنا، والتّحدّياتِ التي تواجهُها، في لحظةِ صدقٍ في هذا الزّمانِ المنافِق.

 

في التحديّات

أولا- الليبراليّةُ الجديدة وأدواتُها: تزييفُ الوعيِ، وصناعَةُ النّخب التابعة، والنّزعة الاستهلاكيّة

يطغى في لبنانَ جوٌّ يروِّجُ أنّ المقاطعةَ ومقاومةَ التّطبيعِ في الميدانِ الثقافيّ والفنّيِّ والرياضيِّ والأكاديميِّ هي بمثابة
اعتداءٍ على حريّة الفكرِ والتّعبيرِ والتطوّرِ العلميِّ والثقافيّ. وهذا زعمٌ ليبراليٌّ لهُ في لبنانَ مؤيّدوهُ ومريدوه،
ويتجلّى في طروحاتِ كثيرٍ من مؤسّساتِ الإعلامِ اللبنانيّ، ولدى كثيرٍ من النّخبِ التّابعةِ، والمنبهرةِ بالغرب، وكذلك
عبر وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيِّ التي تبيعُ النّاس حصّةفي جنّةِ الوهمِ الموعودَة. ولذا فإنّ حملتَنا في سعيٍ دائمٍ لتبيِّنَ
أنّ مقاطعةَ الكيانِ الإسرائيليّ وداعميِه، ومناهضةَ التّطبيعِ ليست مَساسًا بالحُريّات، وإنّما هي عملٌ ضروريٌّ ومجدٍ
وجزءٌ لا يتجزّأ من سيادةِ الدولِ وكرامةِ شعوبِها واحترامِ مشاعرها.
ونزيد على ذلك أنّ في لبنانَ مجتمعًا فاقدًا للمناعَة، تحوّلَ في العقودِ الأخيرةِ إلى مجتمعٍ استهلاكيّ بامتياز، بسبب
طبيعةِ النّظام الاقتصاديّ والماليّ، وتفشّي الفسادِ ومَأسسَتِهِ، وهجمةِ الليبراليّة وأذرعِها، وتقزيمِ كثيرٍ من المنظّماتِ
غير الحكوميّة المستقطبةِ للشبابِ أغلبَ القضايا الحقيقيّة وفرضِ برامجَ ومعاييرَ ومصطلحاتٍ لا تخدمُ إلا واضعيها.
كلّ هذا يزيدُ في صعوبةِ إقناعِ المستهلكين بمقاطعةِ أصنافٍ كثيرةً من السّلعِ، بعد أن سُلبوا جزءًا لا يستهانُ بهِ من
حرّيتّهم، وإرادتهم، وبعد تزييفِ وعيهِم وحرفِ أنظارِهم عن قضاياهم الأساسيّةِ وميادينِ نضالهم.

ثانيًا- إمكاناتُ حملة المقاطعة

حملتُنا عبارةٌ عن أفرادٍ، ومتطوّعينَ، وبإمكانيّاتٍ مادّيّةٍ ذاتيّةٍ وتكنولوجيّةٍ قليلة. وقرارُ التطوّعِ والاستقلالُ الماديُّ
التامُّ هو قرارٌ اخترنَاه برضًى وقناعةٍ كامليْن؛ فالتبعيّةُ الماليّةُ والسياسيّةُ والحزبيّةُ هي أحدُ مَقاتِل المقاطعةِ في عُرفنا.
لكنّ ذلك يُرتِّب علينا أعباءً كبيرةً، من بينها: عجزُنا عن متابعةِ كلّ شاردةٍ وواردةٍ على مختلف جبهاتِ المقاطعةِ
والتّطبيعِ، ووقوعُنا في شيءٍ من التسرّعِ أو البطءِ أو التشنّجِ أحيانًا. وهذا، بدوره، قد يعرِّضنا لحملاتِ المزايدين،
ونيرانِ المغرضين. ولا بد من مصارحَةِ جماهيرنَا بأنّ مشاكلَ تنظيميّةً كثيرةً فرضتها علينا الظروفُ، خصوصًا في
الأشهرِ الثقيلةِ بعد وفاةِ رفيقِنا الأعزّ سماح إدريس، والأمراضُ التي أصابَت جسَدَ الحملة، من تلك الأمراض التي
تصيبُ الأحزابَ والنقاباتِ والجمعياتِ الأهليّةِ، فتفتكُ بها إن لم يكن في المبادِئ والمنهج والممارسةِ ما يُداوي
فيُشفي. ولكنْ، ولأنّنا رفاقُ سماح إدريس النّهج، ولأنّه كانَ رفيقًا حقيقيًّا لا زعيمًا، فإنّ الحملةَ بعد سنتينِ من وفاتِه
أثبتَت بأدائِها أنّها اجتازَت الامتحانَ الأصعبَ، وهذا بعضُ ما سنحدّثكُم عنهُ في النجاحات.

ثالثًا- الاستقطاب

بعد عشرينَ سنةٍ من إطلاقِ حملتِنا، لم ننجحْ بعدُ في التّحوّلِ إلى حالةٍ شعبيّةٍ في لبنان، ولا نزالُ نتأرجحُ بينَ نُخبويّةٍ
غيرِ مقصودةٍ في ذاتِها في أغلبِ الأوقات، وغضبٍ شعبيّ تختطفُهُ شعبويّةٌ لا يدَ لنَا فيها، تفرضُها الحروبُ
والعدواناتُ الإسرائيلية المتتاليَةعلى شعبِنا. ولهذا عدّةُ أسبابٍ لا بدّ من ذكرِها، أهمّها طبيعةُ عملِنا التّطوعيِّ الذي
يتطّلب صبرًا وجهدًا ومتابعةً دائمةً، وهو عملٌ لا يؤتي ثمارهُ إلاّ بعدَ سنواتٍ من المراكمةِ والعملِ الجديِّ والدؤوبِ؛
وأيضًا من هذه الأسبابِ ضعفُ الأحزابِ والنِّقاباتِ والاتّحاداتِ الطّلابيّة في لبنان، وتخشّبُها، وفقدانُ الروحِ الرفاقيّة
الحقيقيّة في زمنٍ أصبحت فيه الأحزابُ والمنابرُ وساحاتُ النّضالِ وسائلَ للظهورِ والوجاهةِ والانتفاعِ، ومسلكًا من
مسالِك الوصوليّةِ والفسادْ. ومن الأسبابِ المهمة الأزمةُ الاقتصاديّةُ التي تخنِق لبنانَ، وهجرةُ كثيرٍ من الشّبابِ وسعيُ
الباقينَ وراءَ لقمةِ عيشٍ أو فرصةِ سفرٍ أو عمل في منظمة غير حكومية سخيّة العطاء. وبالطبعِ، نضيف إلى هذه
الأسبابِ ما ذَكَرَنا في التّحدي الأوّل عن الليبرالية وأدواتِها.

رابعًا- القانون

صدرَ “قانونُ مقاطعةِ إسرائيل” عن جامعةِ الدّولِ العربيّةِ في العام 1955، وتبنّاه لبنانُ. وينصّ هذا القانونُ على
الآتي: "يُحظَّرُ على كلّ شخصٍ، طبيعيٍّ أو معنويّ، أن يَعْقد، بالذاتِ أو بالواسطةِ، اتفاقًا مع هيئاتٍ أو أشخاصٍ،
مقيمينَ في إسرائيل، أو منتمينَ إليها بجنسيّتهم، أو يعملونَ لحسابِها أو لمصلحتِها، وذلكَ متى كانَ موضوعُ الاتّفاقِ
صفقاتٍ تجاريّةً أو عمليّاتٍ ماليّةً أو أيَّ تعاملٍ آخرَ مهما كانت طبيعتُه…
إنّ بقاءَ هذا القانونِ ساريَ المفعولِ دعمٌ كبيرٌ لأنصارِ المقاطعةِ ومقاومي التّطبيع. لكنّنا أمام تحدٍّ حقيقيٍّ في ثلاثةِ
أمورٍ في هذا المجالِ:

1) تفعيلُ هذا القانونِ وتطبيقُه؛ وتفعيلُ مكتبِ المقاطعةِ التابِع لوزارةِ الاقتصادِ

2) تحصينُه في وجهِ الاستقطاباتِ أو الاعتباراتِ السّياسيّةِ والطّائفيّةِ والزعاماتيّة الداخليّة.

3) وجوبُ توضيحِه وتفصيلِه، وأعني لزومَ الإشارةِ صراحةً إلى طبيعةِ التعاملاتِ الأخرى المحظورةِ، فنيّةً كانت أو رياضيّةً أو أكاديميّةً أو نشريّةً أو تدريبيّةً أو علميّةً أو عبرَ وسائِط التواصلِ الاجتماعيّ، كي لا يتوهّمَ بعضُ النّاس أنّ عقوبةَ التّعاملِ مقتصرةٌ على
الجانبِ التجاريّ وحده.

خامسًا- اختلافُ المعايير

تختلفُ معاييرُ المقاطعةِ وتعريفُ التّطبيعِ بين حملتِنا في لبنانَ وبعض الحملاتِ العربيّة الجذريّة من جهة، وبين حملةِ
المقاطعةِ في فلسطينَ وسائرِ حملاتِ البي دي أس من جهةٍ أخرى، وهذا ما يَسْمحُ لبعضِ المطبِّعينَ أو الانتهازيينَ
بالنّفاذِ من ثُغرةٍ ذلك الاختلاف. إذ على الرّغمِ من كونِ طرحِ حملةِ المقاطعةِ في فلسطين طرحًا متقدّمًا بالنسبة إلى
السّياق الدوليّ، فإنّها لا تتماشى تمامًا مع المعاييرِ التي ترى حملتُنا في لبنان، كما كثيرٌ من حملاتِ المقاطعةِ الأُخرى أنّه يجب تبنّيها، لذا، لا نعتبرُ أنفسَنا ملزَمينَ بمعاييرِ الحملةِ الفلسطينيّةِ وإِن كنّا نسعى دائمًا للتنسيقِ معَها، وتفهّمِ
اختلافاتِنا وتنحيتِها جانبًا في كلّ عملٍ مشترك.

سادسًا- الانقسام السياسي في لبنان

ليس خافيًا عنْ كلّ مُلمٍّ بالشأنِ السّياسيّ اللّبنانيّ أنّ القضيّة الفلسطينيّة، والعداءَ للصهيونيّة وكيانِها، ومقاومةَ الاحتلالِ
الإسرائيليّ في لبنان، هي جميعُها محلّ انقسامٍ سياسيّ لبناني، رغم النّص صراحَةً على عداءِ لبنانَ رسميّا للكيانِ
الإسرائيليّ. وسرعانَ ما ينجرُّ أيّ نقاشٍ سياسيّ عن طبيعةِ هذا الصراعِ وتاريخِه، والمشاركينَ فيه، وكيفيّة خوضهِ
ومستقبلِه، إلى وحولِ الطّائفيّةِ والتناحراتِ الهوياتيّة، والتّبعيّات الإقليمية. وهذا ما يجعلُ من الصعبِ على حملتِنا أن
تحقّقَ اختراقاتٍ لدى فئاتٍ من الشّعب اللبنانيّ، لا تزالُ تعيشُ بعضًا من أوهامِ الحربِ الأهليّة والنظامِ الذي
استولدها. ولأنّ الانقسامَ السياسيّ حولَ هذه المحاورِ كثيرًا ما يُترجمُ في ميادينِ الإعلامِ، والثّقافةِ، والعملِ
الاجتماعيّ، فإنّ على حملتِنا أن تبذلَ جهدَها في إظهارِ مصلحةِ كل فئاتِ الشّعبِ اللبنانيّ في التّصدّي لمحاولات
التطبيع، انطلاقًا من مصلحةِ لبنان العليا. وهنا لا بد من كلمة عن الإعلام اللبناني، المنقسم أيضا تبعا للانقسامات
السياسية، ما بين إعلامٍ لا يهمّهُ أصلاً أن يظهرَ أيّ نجاحٍ لحركةٍ المقاطعةٍ في لبنان، وإعلامٍ تابعٍ لرأس المالِ،
ويعملُ غبَّ الطلبِ، وإعلامٍ يؤمّلُ منهُ أكثرُ من مجرّد هباتٍ وصحواتٍ متقطّعةٍ عندَ كلّ حدثٍ جلَلٍ أو حربٍ متجدّدة.
على أنّ كلّ هذه التّحدّياتِ، والإخفاقاتِ المرحليّة التي عاشتها حملتُنا، لم تمنعْنا يومًا من تحقيقِ نجاحاتٍ، ومراكمةِ
إنجازاتٍ تجعلُ كلّ محيطٍ بظروفِ عملِنا، وقلّةِ عددِنا، مندهشًا مما لا نزالُ قادرينَ على تحقيقِه، والدروسُ المستفادةُ
من حربِ غزّةَ الجاريةِ خيرُ شاهدٍ على ذلك.

في الإنجازات

أولًا- الثبات: ثبات المبادئ وثبات النهج

حملتُنا هي أولُ حملةِ مقاطعةٍ عربيّةٍ تتبنى معاييرَ واضحةً لمقاطعةِ داعمي الكيانِ الإسرائيليّ ومناهضةِ التّطبيع.
ولعلّ أحدَ أهمّ أسبابِ استمراريّة الحملةِ ونجاحِها وضوح مبادئِها وجذريّتُها، واستقلاليّتُها. وفي الوقتِ الذي ظنّ
كثيرون أنّ الحملةَ هي حملةُ سماح إدريس، وراهنوا على فشلِها، أو خافوا عليها بعد رحيلِه، كانتِ الحملةُ تستجمُع
قواها وتعيدُ تنظيمَ صفوفِها، كي تثبت أنّ سماح إدريس مدرسةٌ ونهجٌ، لا مجردَّ شخص.

ثانيًا- المصداقية والمرجعية

لطالما كانت حملتُنا في لبنان، على ضعف إمكانيّاتها الماديّة، مرجعًا لا غنى عنه لكلّ مهتمّ بشؤون المقاطعةِ في
لبنانَ والوطن العربي. ولهذا، وبسببِ وضوحِ مبادئها وجديّة عملها، لا تزالُ وسائلُ الإعلامِ المكتوبِ والمرئيِّ
والمسموعِ تسارعُ إلى أخذِ رأيِ الحملةِ، واستقبالِ أعضائِها ضيوفًا لديها في حلقاتٍ وندواتٍ ومقابلاتٍ عديدةٍ عند كلّ حدَث أو مناسبةٍ تمت بصلة للمقاطعةِ ومناهضةِ التطبيع. كما أنّ الإقبالَ الجماهيريّ المطّرد على صفحاتِ الحملةِ
على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، والرسائلَ والتبليغاتِ التي تصلُ إلى بريدِ الحملةِ، كلُّ هذا يعكسُ ثقةَ الجماهيرِ
بالحملة، ويؤكّد مصداقيّتها ومرجعيّتها في شؤونِ المقاطعةِ والتطبيع. حتّى إنّ بعضَ الجهاتِ المنظّمة لمهرجاناتٍ
فنّيةٍ، بل وبعضَ الكتاّبِ والفنّانينَ والأكاديميينَ يستشيرونَ الحملةَ في أحيانٍ كثيرةٍ قبلَ إقدامِهم على أيّة خطوةٍ
يخشَون من ورائها تورّطًا في نشاطٍ تطبيعي.
ومن مصاديقِ مرجعيّة الحملةِ واطمئنانِ الجماهيرِ لها، الإقبالُ المتزايدُ على التواصّلِ معها بهدفِ الانخراط في
صفوفِها أو تقديم العونِ والمساعدةِ الطّوعيّة، رغمَ كل التحديّات التي تحدّثنا عنها.

ثالثًا- الرؤية الاستراتيجية

أمامَ التبدّلاتِ السّريعةِ في عالمِ اليومِ، وموجةِ التّطبيعِ العربيّ الأخيرةِ، وضعتْ حملتُنا نُصبَ عينيها هدفَ تطويرِ
استراتيجيّةٍ ناجحةٍ بهدفِ الاستمرارِ والانتشارِ والنجاح. ويندرجُ ضمنَ هذه الاستراتيجيّة رهانُ الحملةِ الناجحُ على
فعاليّة وسائِلِ التّواصلِ الاجتماعيّ في الوصولِ إلى الفئاتِ الشّابّة بهدفِ نشرِ ثقافةِ المقاطعةِ ومناهضةِ التّطبيع.
وكذلكَ التّشبيكُ مع حملاتِ المقاطعةِ العربيّة بالاستفادةِ من تجاربِ الماضي غيرِ المكتمِلة. ومن ضمنِ استراتيجيّة
الحملةِ تطويرُ مهاراتِ أعضائِها، واستقطابُ طاقاتٍ جديدةٍ بخلقِ أطرِ تعاونٍ أخرى غيرِ الانتسابِ المباشرِ للحملةِ
بما يراعي الظروفَ والتحدياتِ المانعة.

رابعًا- بعض الأمثلة

– كتابةُ مئاتِ المقالاتِ، منها ما نشرتهُ وتنشرُه جريدةُ ( الأخبار) ، عن حالاتٍ تستوجبُ المقاطعةَ الفنّيّةَ، وضبطُ
بضائعَ إسرائيليّة مهرّبةٍ، ومتابعةُ سحبِها من السوقِ اللبنانيّة، وإجراءُ عشراتِ المقابلاتِ التّلفزيونيّة والإذاعيّة
والصُّحُفيّة.
– عقدُ عشراتِ النّدواتِ الحضوريّة أو الرقميّة لتوعيةِ النّاس وتحشيدِ بعض الفنّانين والمثقّفينَ والرّأي العام دعمًا
لحركةِ المقاطعةِ ومناهضةِ التّطبيع.
– التنبيهُ إلى خطورةِ التّطبيعِ الرّقميّ ونشرُ ثقافةِ مقاطعةِ المواقعِ والصّفَحاتِ الإسرائيليّة مثل صفحةِ أفيخاي أدرعي
و “إسرائيل تتكلم بالعربي” وسواها.
– التّشبيك المستمرّ مع حركاتِ المقاطعةِ العربيّة والعالميّة، ومنها ما سنعلنُ عنه في ختامِ مناسبتِنا اليوم.
– عقدُ عدّة ندواتٍ وكتابةُ عدّة مقالاتٍ بالاستفادةِ من التّجربة الأردنيّة في موضوعِ التطبيعِ الطاقيّ، وتوعيةُ الناسِ
على ما خفيَ عنهم في اتفاقيّات النّفط والغازِ واستجرارِ الكهرباءِ وترسيمِ الحدودِ اللبنانية.
– التّحديث المستمرّ لدليلِ الحملةِ لأبرزِ الشّركاتِ الداعمة للكيانِ الإسرائيليّ.

– عقدُ أوّلِ مؤتمرٍ تربويّ في لبنان لمناهضةِ التّطبيع في المناهِجِ التّربوية، ما أدّى إلى طرحِ أسئلةٍ في امتحاناتِ
الشهاداتِ الرسمّية عن الصراعِ العربيّ الإسرائيلي والقضية الفلسطينيّة بعد تهميشِها لعقود.

ختامًا، لا بدّ من التأكيدِ على أن مجابَهة التّحدياتِ وتحقيقَ الإنجازاتِ يستندُ بشكلٍ رئيسٍ إلى تفاعلِ جمهورِ المقاطعةِ
الأوسعِ ومؤازرتِه لها، ومدّها بالطّاقات، وكذلك إلى انتشارِ ثقافةِ المقاطعةِ والوعيِ بأهمّيّتها كسلاحٍ من أسلحةِ
مواجهةِ المشروع الصّهيوني. وهنا تدعو الحملةُ كلّ القوى الفاعلةِ والكامنةِ في مجتمعاتِنا: أفرادًا ومؤسّساتٍ سياسيّةً
ودينيّةً واجتماعيّةً وتربويّةً ومدنيّةً للوقوفِ أمامَ مسؤوليّاتهم في مواجهةِ مشاريعِ التّطبيعِ في لبنانَ وسائرِ الدّول العربية .

لمشاهدة النشاط كاملا” .

آخر الأخبار